شعر الهايكو، أو كما يسميه آخرون شعر الهانيكو، يعد أحد أبرز أنواع الشعر الياباني، إذ يقوم على لغة شعرية تقوم على عدة خصائص جعلتها سمات فنية متعارف عليها عند شعراء الهايكو، التي يأتي في مقدمتها، الإيجاز، وبساطة الألفاظ التي غالبا ما تنحو إلى السهل الممتنع، وصياغة المعاني في تراكيب تتخذ من الخيال والإيحاءات وتكثيف اللغة أول . "كلمات" أحيانا تتركني مع كلمات ينحتها الصمت كما يتميز شعر الهايكو - أيضاً - بأن نص القصيدة يتكون من بيت واحد فقط، مكون من سبعة عشر مقطعا صوتيا باليابانية، وعادة ما تكتب في ثلاثة أسطر، السطر الأول يضم خمسة أصوات، بينما يكتب في السطر الثاني سبعة أصوات، لتكتب الخمسة الأصوات المتبقية في سطر ثالث، حيث كان للشاعر الياباني "باشو" دور بارز في هذا البناء الشعري، إذ يقال أن قصيدة الهايكو كانت في القرن الخامس عشر تتألف من مئة مقطع شعرين كل واحد منها يضم عددًا من المقاطع الصوتية. " أسماء " من يسأل الوردة عن أسمائها ؟ عادة ما تكون قصيدة الهايكو مبنية على الاختصار في اللغة وصياغة اللحظة الإنسانية الشاعرة، التي تتخذ من قوة العاطفة جسرا مختصرا تقيم عليه علاقات القصيدة المرتكزة على ما يشبه "الحبكة" الغنائية التي تتخذ من شعرية الكلمة جملة إيقاعية، وصفها عدد من النقاد بالعبقرية الشاعرة، التي تطرق أعمق الأفكار الوجدانية، بحس تمتزج فيه "الأنا" الشاعرة بالطبيعة "الذات" في صوتيات تختزن في عدد ألفاظها المحدود مساحات لغوية شاسعة التأويل، وفضاء للمتخيل الشعري، الذي تفرد به شعر الهايكو، ليكون اليون الشعر الأكثر شيوعا في العالم. يقول "موريتاك" أحد شعراء الهايكو اليابانيين: زهرةٌ سقطتْ تصعدُ إلى غُصْنها لا، إنها فراشة! هكذا تظهر القصيدة وهي أشبه ان تكون بشجرة في فصل الشتاء، إذ تقوم القصيدة على بناء ذكي، يستثمر ما يعرف بكيمياء اللغة، عبر نسيج بنائي "شبكي" تتقاطع فيه حركية الصورة، بإيقاع يتخذ من "الومضة" و"فلسفة" المعنى بناء شعري ظاهرة المباشرة السريعة، وباطنه كثافة دلالية من الإيحات والصور المركبة المتداخلة بين الذوات: الشاعر، الزهرة، الفراشة، عبر دلالات متنامية، يأتي أول مقوماتها الحركية المكونة للحظة الشعرية في ذات الشاعر، التي أسقطها على ما يمكن تسميته بحس الطبيعة، التي تعد مقوماً رئيساً في القصيدة عطفاً على جماليات الفصول الأربعة في اليابان، الذي يجعل من عنصر "التلاشي" في القصيدة له حضوره المختلف في هذا الشعر. ورغم عدد صوتيات الهايكو المحدودة، التي عادة ما تترجم إلى عدد قليل جدا من المفردات في ثلاثة أسطر، كل سطر لا يتجاوز عدد كلماته أصابع اليد الواحدة، إلا أن كثيراً من النقاد، وأمثالهم من المترجمين، وآخرين من الشعراء الذين حاولوا نقد شعر الهايكو أو ترجمته أو كتابة شعر مثله.. غالبا ما باءت محاولاتهم بالفشل أمام القصيدة الصغيرة الشهيرة.. الأمر الذي جعلهم عرضة للانتقاد.