دارت اشتباكات السبت بين مقاتلين معارضين من الجيش السوري الحر وجهاديين مرتبطين بتنظيم القاعدة يحاولون وضع يدهم على أسلحة تابعة للجيش الحر في شمال غرب سورية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وتأتي هذه الاشتباكات وسط تصاعد التوتر بين مجموعات الجيش الحر والمجموعات الجهادية المؤلفة في جزء كبير منها من مقاتلين غير سوريين، وابرزها جبهة النصرة و"الدولة الاسلامية في العراق والشام" المرتبطتان بالقاعدة. واندلعت اشتباكات فجر السبت قرب بلدة رأس الحصن في شمال محافظة ادلب (شمال غرب)، عندما "حاول مقاتلون من الدولة الاسلامية السيطرة على اسلحة مخزنة في مستودعات تابعة للكتائب المقاتلة" في المنطقة، بحسب ما افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس. وكان عشرات المقاتلين المعارضين قتلوا في يونيو الماضي في اشتباكات مع عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام في بلدة الدانة بإدلب، بحسب المرصد. كما تأتي الاشتباكات الجديدة بعد يومين من قيام عناصر من الدولة الاسلامية بقتل القائد الابرز في الجيش الحر كمال حمامي المعروف ب "أبو بصير"، في منطقة اللاذقية بشمال غرب سورية. ولا تخضع المجموعات المقاتلة ضد نظام الرئيس بشار الاسد لقيادة واحدة، وهي مشرذمة، وعدد كبير منها يرفع شعارات اسلامية الطابع بشكل او بآخر. وفي إدلب، افاد المرصد عن اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية التي تحاول اعادة فتح الطريق بين مدينتي اللاذقية (غرب) وحلب (شمال)، لامداد الاحياء التي تسيطر عليها في حلب. وتتركز الاشتباكات على الطريق الدولية قرب بلدة بسنقول، بحسب المرصد الذي اشار الى سقوط 11 مقاتلا معارضا في الاشتباكات المتواصلة منذ الجمعة. واوضح عبد الرحمن ان القوات النظامية "تركز على المنطقة التي فيها تدمير الجسر (في بسنقول)، بهدف اعادة فتح طريق امدادات حلب"، مشيرا الى ان هذه الامدادات "ليست عسكرية، بل للغذاء والمواصلات من حلب في اتجاه دمشق والساحل السوري". وكان المرصد افاد قبل ايام عن أزمة غذائية حادة في الاحياء التي يسيطر عليها نظام الرئيس الاسد في حلب، بسبب الحصار المفروض من مقاتلي المعارضة. ويواجه النظام صعوبة في ايصال الامدادات بسبب قطع الطرق المؤدية الى حلب، لا سيما طريق السلمية في حماة (وسط) وطريق اللاذقية، بسبب المعارك. الى ذلك حذرت لجنة الصليب الأحمر أمس من أن حياة آلاف السوريين في حمص تتعرض لمخاطر بسبب الاشتباكات بين القوات الحكومية وقوات المعارضة فيما دعت إلى وقف القتال لاعتبارات إنسانية لإرسال إمدادات الغذاء والمساعدات إلى المدينة المحاصرة الواقعة وسط البلاد. وقال ماجني بارث الذي يرأس وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية "نريد إرسال مساعدات إنسانية وأن نتمكن من إجلاء السكان". وأضاف أثناء زيارته لحمص "لكن عملية من هذا النوع تتطلب موافقة جميع الأطراف. وهذا غير قائم بعد". وكانت قوات بشار الأسد قد أعادت السيطرة مؤخراً على العديد من البلدات في حمص بعد أن شنت دمشق حملة واسعة النطاق ضد المعارضين هناك في وقت سابق من هذا الشهر. ودعا بيرث الجانبين للسماح بتسليم المساعدات الإنسانية إلى مدينة حمص القديمة حيث يعيش نحو 4000 مدني فى حالة حصار. وأضاف "إذا حصلنا على الموافقة الضرورية سنمضي قدماً في جهودنا لإرسال مساعدات إنسانية إلى المدينة القديمة شريطة أن يوافق طرفا الصراع على وقف القتال لاعتبارات إنسانية". إلى ذلك أصيبت قلعة الحصن الأثرية في محافظة حمص وسط سورية، والمدرجة على لائحة منظمة الاونيسكو للتراث العالمي، بأضرار بعد استهدافها بقصف من الطيران الحربي السوري، بحسب ما أظهرت أشرطة فيديو بثها ناشطون معارضون السبت. وأظهر أحد هذه الأشرطة التي عرضت على موقع "يوتيوب" الإلكتروني، كمية كبيرة من حجارة القلعة مكومة فوق بعضها البعض جراء انهيار السقف الذي أضحى عبارة عن فتحة كبيرة. ويسمع المصور وهو يقول أثناء تجوله "شاهدوا يا عالم، هذا هو بشار الأسد يقوم بقصف قلعة الحصن".