يلفح هجير الأحساء القائظ وجوه الصائمين في رمضان هذا العام بشكل أشد قسوة وضراوة من السنوات الماضية، جراء الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة، إلا أن تزامن الشهر الكريم مع تدفق كميات كبيرة من فاكهة الصيف لطف وطأة لهيب الصيف الحارق، فانتشر في ميادين الأحساء وطرقاتها باعة يعرضون فاكهتهم بمختلف ألوانها، يتصدرها الرطب الحساوي المميز نوعاً ومذاقاً وألواناً. ويحرص الصائمون لاسيما كبار السن على ألا تخلو مائدة إفطار أو سحور من أنواع الرطب المختلفة كالغرّ والخلاص وغيرها، لذا يدفع الفلاحون وأصحاب المزارع بإنتاجهم إلى الأسواق والميادين بكميات كبيرة، فيما تمتد إلى جوار الباعة قنوات الري لتسهم هي الأخرى في تلطيف درجات الحرارة وتضيف هي الأخرى بعداً جمالياً لواحة الأحساء.وفي هذه الأيام القائظة، تفوح رائحة الليمون الحساوي النفاذة والزكية بين النخيل وداخل المنازل والطرقات، إذ تبدأ الأسر في عصره ووضعه في قوارير زجاجية تمهيداً لنشره تحت أشعة الشمس المباشرة انتظاراً لقدوم العام المقبل، حين يتغير لونه وطعمه الأمر الذي يفضله الكثير لدى احتساء الشوربة أو تناول السلطات، في حين تتوافد سلال التين والعنب على الموائد الحساوية الرمضانية مكملة قوس الألوان المتعددة عليها. .. وآخر يجني ليموناً حساوياً طازجاً من مزرعته ويظهر خالد الخليفة رغبة شديدة في الاستمتاع بتناول الفواكه الصيفية بمختلف أنواعها في رمضان، مؤكدة أن الحرّ القائظ ينطفئ مع تناول الرطب الشهي على مائدة الخير، ومثله سامي البراهيم الذي يعتني بشراء أنواع عدة من الفاكهة الصيفية المنتجة محلياً، علًه يخفف بها وطأة الصيام في هذه الأجواء القاسية، ولهذا السبب نفسه أيضاً، لا تخلو مائدة محمد الخالدي من الفواكه الصيفية كالرطب والتين إضافة إلى كونها عادة نشأ عليها كما يقول. ورصدت عدسة "الرياض" في مواقع مختلفة من المحافظة انتشار باعة الفاكهة الذين أبدوا سرورهم بتنوع الخيرات التي جادت بها أرض الأحساء مع دخول شهر رمضان المبارك، فضلاً عن سعادتهم بتماسك الأسعار ومعقوليتها، إلا أنهم لم يخفوا امتعاضهم الشديد من مزاحمة بعض العمالة الوافدة لهم في بيع هذه المنتجات، الأمر الذي يدفع بتهاوي الأسعار عطفاً على تلاعب بعض أفرادها في الأسعار والجودة.