كسا الليمون الحساوي بلونه الأخضر الداكن بسطات بيع الخضار وساحات الميادين خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك،وراح الأهالي يقبلون على شراء هذه الفاكهة الصيفية،وبلغ سعر السلة هذا العام مائة وعشرين ريالاً. ويزرع هذا النوع من الليمون في كثير من الدول والمناطق، إلا أن إنتاج الأحساء يحمل نكهة خاصة تحمل عبق تربة واحة الاحساء الخصبة (وهذا ما دفع إلى تسميته باسم الاحساء عرفاً لتميز طعمه عمن سواه في المناطق الأخرى)، كما أن هذه الخاصية أدت لرفع قيمة سلة الليمون أعلى من غيرها بكثير،الأمر الذي حدا ببعض العمالة الأجنبية أو بعض التجار لجلب هذا النوع من الليمون من خارج الواحة وبيعه على أنه حساوي طمعاً في السعر المرتفع، إلا أن الأحسائيين سريعاً ما كشفوا هذا التلاعب من خلال ملاحظتهم لضعف رائحة الليمون وتغير طعمه،ما حدا بالكثير منهم لشراء الليمون الحساوي من أصحاب المزارع المعروفة مباشرة. ليمون حساوي وبجواره ليمون معتق وفي البعد الاقتصادي تقول أم حسن الثويني إن السيدات الأحسائيات كن منذ القدم يقمن بعصر الليمون ووضعه في قوارير تحت أشعة الشمس عاماً أو ربما أكثر ،ليصبح (عتيقاً) عبر تغير لونه وطعمه، ومع قرب دخول شهر رمضان يقمن ببيعه في الأسواق الشعبية،وكان هذا يمثل لبعضهن مصدر رزق إضافيا يساعدها في توفير متطلبات شهر رمضان والعيد، وتشير أم حسن إلى أن سعر الليمون المعتق يرتفع كثيراً مع قرب دخول شهر رمضان،حتى يتجاوز سعر القارورة الواحدة 30 ريالاً،ويفضل الأحسائيون احتساء الشوربة بعد سكب الليمون الحساوي المعتق فيها،وساهمت هذه العادة الشعبية الأحسائية في المحافظة على سعر الليمون مرتفعاً منذ عقود بل إنه أخذ في التصاعد في السنوات الأخيرة مع زيادة الطلب مع قلة المعروض، فقد وصلت قيمة السلة التي يصل وزنها إلى 10 كيلوغرامات إلى 120 ريالا . وتجتمع الأسر الأحسائية خلال شهري يوليو وأغسطس فترة نضج الرطب والليمون،لتقوم بعصر الليمون الحساوي،وتحافظ الأسر على هذه العادة الشعبية رغم ما طرأ على حياتهم من تغير في كثير من جوانبها. ارتفاع سعر الليمون أغرى الوافدين للمتاجرة به