أظهر موسم جني رطب هذا العام في الاحساء والذي تزامن مع دخول شهر رمضان المبارك تفشي ظاهرة خطيرة جداً على الاقتصاد المحلي والوطني، حيث أحكمت العمالة الآسيوية الوافدة سيطرتها التامة على تسويق الرطب، سواءً في الأسواق أو على الطرقات وبين المزارع ،فيما غاب الفلاح الأحسائي الذي عرف بتعلقه بالنخلة منذ الأزل، وهذا يعني تمكن هؤلاء الوافدون من وضع يدهم على مفصل اقتصادي إستراتيجي، ما حدا بالكثير من المواطنين والاقتصاديين لدعوة الجهات المعنية للقضاء على هذه الظاهرة في أسرع وقت. الزائر للمحافظة ومنذ دخول شهر رمضان يلحظ أن الوافدين لم يكتفوا بإحكام قبضتهم على الرطب وحسب،بل إنهم باتوا هم المسوقون لكل الفاكهة التي تنتجها تربة الأحساء الطيبة، ومنها العنب والتين والليمون والبطيخ وغيرها، وبات مشهد تواجد كشكات الوافدين في الميادين وتقاطع الطرق الرئيسية والزراعية مألوفاً، إلا أن الأمر المستغرب هو أن هذا المنظر لم يحرك أياً من الجهات المعنية،مما يثير تساؤلات وعلامات استفهام. من جهته تسأل شيخ سوق التمور في الأحساء عبدالحميد بن زيد الحليبي لماذا تترك ثروتنا الاقتصادية الثانية بعد النفط في أيدي الوافدين يتلاعبون بها وفي أسعارها هكذا دونما حسيب أو رقيب؟! ولفت الحليبي أنه ومن خلال متابعته لوضع الرطب وجد أن هناك تضامنا من الباعة (البنغاليين) في بيعه بسعر مرتفع، فيما الفلاح لا يتمكن بيعه بذات السعر كون هذه العمالة استطاعت تكوين لوبي، ففي الحراج يباع صندوق رطب الغر ب 8 ريال، في حين أن العمالة تبيعه ب 15 ريال. وفي سياق آخر بين الحليبي أن كميات الطرب لهذا العام ممتازة، واستدرك أن شدة الحرارة والرطوبة في رمضان قلصا جني الرطب حيث لا يستطيع الفلاح جنيه، وأوضح أن الرطب الحساوي "كالغر والشيشي" يصدر في رمضان لدولتي الكويت وقطر فقط، فيما يستهلك الجزء الأكبر منه محلياً. وفيما يتعلق بتصدير التمور أشار عبدالحميد أن التصدير ينشط مع قرب حلول شهر رمضان المبارك الذي يشكل وجبة رئيسية على مائدة المسلمين، وبين أن الاحساء تصدر 40 ألف طن من التمور سنوياً وهو ما يمثل 40 % فقط من إنتاجها الذي يبلغ 100 ألف طن من التمور سنوياً، مضيفاً أنه يصدر إلى مختلف الدول العربية والإسلامية والآسيوية، ويصل إلى أوروبا وأمريكا. أطنان من الرطب في قضبة الوافدين عبدالحميد الحليبي