اكتظ وسط مدينة الهفوف الذي يضم أكبر محال بيع مقاضي رمضان ومنها سوق القيصرية وشارع الحداديد بآلاف الأسر القطرية خلال الأيام الماضية بهدف شراء السلع الرمضانية وهي الرحلة السنوية المعتادة في مثل هذه الأوقات للعائلات القطرية صوب الأحساء والتي لا تبعد سوى 250 كلم عن وسط الدوحة. وتبحث العائلات القطرية عن المقاضي الشعبية الأصيلة بين محلات بيع الهريس والهيل والقهوة والبهارات، إلى جوار الرطب والليمون التي تنتشر على جانبي شارع الحداديد، وفي محلات وأمام سوق القيصرية، وتمضي تلك العائلات وقتاً طويلاً بحثاً عما تحتاجه من سلع. قطري يشتري مقاضي رمضان من أحد المحلات في الأحساء واعتاد الكثير من القطريين شراء السلع الرمضانية من محلات معروفة لذا فهم لا يجدون صعوبة في البحث عن محلات بيع تلك السلع، وعلى الرغم من انتشار المجمعات التجارية الحديثة في الأحساء، إلا أن القطريين يفضلون شراء مقاضيهم من القيصرية والمنطقة المحيطة بها، حيث ظلت منطقة وسط الهفوف شاهداً على عمق العلاقة بين الخليجيين عموماً والقطريين على وجه الخصوص بهذه المنطقة الجارية على مر عقود من الزمن. ويسعى تجار المواد الغذائية في الأحساء إلى توفير نوعيات متعددة من الهريس الذي تتوفر منه أصناف نجفية وتركية وحساوية وغيرها، والأمر ينسحب على كثير من الأصناف، وأدت أمانة الباعة والتواصل المستمر بين المتسوقين القطريين وأرباب المحلات إلى خلق حالة من الفهم المشترك بشكل لافت، وهو ما يبدو واضحاً في حالة التراضي إلى حد الصداقة بينهم، ولا يخفي القطريون رضاهم التام عن أمانة الأحسائيين وعدم مبالغتهم في الأسعار، وتوفير المواد الغذائية ذات النوع المميز، ولا يقتصر التبضع في وسط الهفوف على الرجال فالسيدات القطريات يحرصن على انتقاء واختيار أصناف رمضان بأنفسهن. ويسبق أصحاب المحلات الشهر الكريم بتوفير المقاضي بفترة طويلة، وشددوا على أن هذه أيام رمضان وعيد الفطر المبارك تعد بالنسبة لهم موسم ذهبي لتجهيز موائد رمضان ومستلزمات العيد، حيث يشهد السوق زحاماً كبيراً بالمتسوقين. قطريون يشترون بعض احتياجاتهم من القيصرية