تشكل جزيرة روبن آيلاند التابعة لجنوب أفريقيا علامة بارزة في تاريخ التحدي والمعاناة والصبر والإرادة التي جسدها العديد من النزلاء الذين حكم عليهم النظام العنصري المقيت.. كانوا شموعاً أضاءت طريق الحرية وبعدها المساواة لشعب جنوب افريقيا وحتى دول اخرى.. الجزيرة كانت سجناً ومنفى بائس لكل من يعارض سياسة التفرقة والاضطهاد التي كانت سائدة وقت النظام العنصري.. أعداد متزايدة زنزانة الزعيم مانديلا في الجزيرة شاهد على سياسة الفصل العنصري بجنوب أفريقيا "الرياض" وخلال وجودها في كيب تاون قامت بزيارة الجزيرة والتجول داخل السجن حيث كان يقيم أشهر سجين في العالم (نيلسون مانديلا) والذي كان معتقلا فيه.. ومع دخول مانديلا المستشفى تضاعفت اعداد الزوار الى الجزيرة حيث تشهد يومياً أعداداً متزايدة من السياح.. السيد (اتوميلنغ ماكويلا) -الذي كان معتقلا سابقا في هذه الجزيرة وزامل فترة الرئيس مانديلا- قال ل"لرياض" بأن الرئيس السابق والذي كان يحمل الرقم (64/446) كان يتسم بتواضع جم وصبر وطولة بال وحسن تعامل مع الجميع إضافة الى تمتعه بكريزما نادرة وبعد ان أقام في الزنزانة 18 عاما نقل الى معتقل آخر لمده 3 سنوات وبعدها نقل الى سجن ثالث لمدة 5 سنوات وكان مشاركا فاعلا في الأعمال التي يكلف بها.. وتصادف خلال وجودنا مع المجموعة التي قامت بالزيارة للجزيرة والمعتقل المواطن (فيليب) وكان والده (جاكوب بريز) موظفا أيضا في السجن وكان على علاقة طيبة بالزعيم مانديلا حتى بعد اطلاق سراحه حيث يحرص على التواصل معه في مختلف المناسبات. زنزانة مانديلا في المعتقل زنزانة الزعيم أتاحت لنا ادارة السجن تصوير زنزانة الزعيم مانديلا والتي كانت تحوي الأدوات التي كان يستعملها أشهر سجين في العالم.. ولم يطرأ أي تغيير على هذه الزنزانة ذات المساحة الصغيرة والتي تحتوي على فرشة ومخدة وبطانية وطاولة صغيرة وصحن وكوب وملعقة إضافة إلى سطل يستعمل كمرحاض؟! وكان نيلسون مانديلا قد اشار في تقارير صحفية سابقة أن ظروف الاعتقال كانت صعبة للغاية على الأقل خلال السنوات الأولى حيث كان السجناء يعملون في المحاجر ولم يكن هناك ملابس كافية فضلاً عن سوء التغذية. ولكن في العام 1971 طرأ بعض التحسن على ظروف الاعتقال، حتى أنهم سمحوا للسجناء بالدراسة.. جانب من السجن عزل وعلاج واشار السيد ماكويلا أن الهولنديين استخدموا جزيرة روبن آيلاند خلال القرن السادس عشر كمعتقل للسجناء. وقبل عقود تم استغلال هذه الجزيرة كمنطقة عزل وعلاج لمرضى الجذام، وتوجد هناك مقبرة كان يتم بها دفن هؤلاء المرضى. كذلك يوجد ضريح لأحد السجناء المسلمين الذي توفي خلال محاولة هروبه من السجن زمن الاحتلال الاجنبي.. هذا ويوجد في الجزيرة اكثر من سجن ومعتقل وجميعها كانت مزودة بحراسات أمنية مشددة، حيث كان يتم احتجاز السجناء السياسيين من الحركة المناهضة لسياسة الفصل العنصري مع عتاة المجرمين.. وفود عديده تزور السجن مشاهد ومناظر تجدر الاشارة الى ان جزيرة روبن آيلاند تبعد مسافة 7 كيلومترات عن سواحل كيب تاون العاصمة الاقتصادية لجنوب افريقيا ويتمكن السياح خلال الرحلة بواسطة العبَّارات من الاستمتاع بالعديد من المشاهد والمناظر الجميلة والمدهشة حيث تستغرق الرحلة عبر العباره نصف ساعة تقريبا. وشهد العام 1996 مغادرة آخر سجين لجزيرة روبن آيلاند، لكن هذه الجزيرة ستظل تحمل رمزية كبيرة لجنوب أفريقيا الجديدة، وباتت اليوم تعتبر مزاراً سياحياً يدر الملايين لجنوب افريقيا حيث تعتبر من المعالم السياحية الهامة التي يتم الحجز لها مسبقا وتوجد في الجزيرة وعند رصيف ميناء العبارات والسفن حوانيت تبيع مختلف التذكارات التي توثق عهد التمييز العنصري.. من كتب وصور ولوحات وحتى الكتب والمطبوعات السياحية. أسرة السجناء ماكويلا وثائق إعلامية عن فترة الفصل العنصري