أصدر الدكتور سليمان بن عبدالله أباالخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كتابا اشتمل على ما قام به خادم الحرمين من أعمال وجهود وعنونه ب (بوح الخاطر بأصدق المشاعر عن مبادرات ومنجزات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أنموذج العطاء والأكابر) ويقع في 384 صفحة استعرض جزؤه الأول جوانب متنوعة من شخصية خادم الحرمين وأعماله الخالدة في خدمة الإسلام والمسلمين وتطوير هذا الوطن المعطاء. وأشار د.أباالخيل إلى أن من يرصد السمات الشخصية لخادم الحرمين من خلال لقاءاته والمناسبات التي يلتقي فيها المواطنين ويترسم في هذا الملك الإنسان الحنكة والحصافة، والنزعة العربية الإسلامية والمحبة الصادقة لشعبه ووطنه، ومع ذلك البساطة المتناهية، التي يعيش فيها مع شعبه، ويحتل الوطن والمواطن سويداء القلب، فالوطن يعيش مع مليكنا كل لحظة من لحظات عمره المديد -بإذن الله- لا يرضى له إلا الصدارة، والرقي والحضارة، والأخذ بكل معطيات الحياة المعاصرة وما يضمن الأمن والاستقرار، مع الحفاظ على الثوابت والأسس التي قامت عليها هذه الدولة المباركة، ولذلك سطر التاريخ لولي أمرنا -أيده الله- بأمرين لا مساومة عليهما، الدين والوطن. وأضاف إن من الواجبات علينا تجاه ولي أمرنا أن نقوم بتسطير بعض منجزاته، وجهوده المباركة، وإنجازاته المتتالية التي ما زالت بحمد الله تظهر وتتنامى سامقة شريفة. وتناول الكتاب مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الحضارات وأتباع الأديان، التي تعد أحد المرتكزات الأساسية لفهم عالمية الإسلام والدعوة الإسلامية، مشيراً إلى أن هذه المبادرة الرائدة من قبل الملك عبدالله بن عبدالعزيز تهم المسلم باعتبار أنه جزء من هذه الأمة التي عصفت بها الفتن، وفرقتها الخلافات القومية والحزبيات. كما تناول افتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات بجامعة الإمام. وفي موضوع آخر تناول الكتاب مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- للسلام وبث روح التلاحم والألفة والإخاء بين العرب التي أطلقها بالقمة التي عقدت في دولة الكويت، وعن التبعات الإيجابية لهذه المبادرة الخالدة. كما تناول ما قام به المليك من شفاعات في قضايا القتل والنزاع وما في ذلك من المصالح العديدة، والرؤى الثاقبة، والنظرات المتوازنة، التي تنظر إلى مصلحة الطرفين بعدل، المجني عليهم، والجاني وأولياؤه. وفي موضوعات أخرى أشار د.أباالخيل إلى العمل الأمني الجاد الذي أثمر الكشف عن الفئة الضالة التي تنكرت للوطن لتّتبع السبل المنحرفة، وأبان الجهود الوطنية في مكافحة الفكر الضال، ومن بين هذه الجهود ما تقوم به جامعة الإمام في سبيل مكافحة هذا الفكر، وذلك من أبرز أهدافها وأهم إستراتيجياتها. وبين أهمية مكافحة الإرهاب والفكر الضال بمختلف أنواعه، وأن الكشف عن أرباب هذا الفكر ومتبعيه نعمة من نعم الله عزَّ وجلَّ التي تستحق الشكر، موضحاً ما يهدف إليه أهل هذا الفكر من مؤامرات دنيئة، ومساع خبيثة، لإلحاق الضرر بالبلاد والعباد وبمبادئ الإسلام الصحيحة، كما تناول استهداف أرض المملكة من قبل الأعداء المغرضين وتسلل الحوثيين ومحاولتهم زعزعة الأمن والاستقرار.كما تناول المؤلف ذكرى بيعة خادم الحرمين وما تحقق من منجزات عظيمة في العهد الزاهر. كما أشار إلى اهتمام المليك بالعلم وأنه المسلك السليم لارتقاء الأمم والمجتمعات، وعنايته بمؤسسات التعليم العالي منوها إلى إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وأيضا ما شهدته جامعة الإمام من توسع وتطور في كافة المجالات. وأيضا اهتمامه حفظه الله بالقرآن الكريم من خلال المسابقة الملكية لحفظ القرآن. وأشار إلى أن اهتمام المملكة بكتاب الله -عزَّ وجلَّ- وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- كبير لا يوازيه أي اهتمام فهما دستور هذه البلاد ومصدر تشريع الأحكام جلها. كذلك رعاية خادم الحرمين لذوي الاحتياجات الخاصة وقراراته الملكية لخدمة هذه الفئة الغالية في مجتمعنا. وفي موضوع آخر تناول المؤلف كلمة الملك بمجلس الشورى التي احتوت الكثير من الدلالات والمعاني القيّمة، وجسدت اهتمامه بشعبه ورعيته وأن هذا الاهتمام متوارث منذ عهد الملك المؤسس -طيب الله ثراه- وحتى هذا العهد الزاهر. بعد ذلك استعرض الجهود التي تقوم بها المملكة في سبيل خدمة زوار بيت الله الحرام من كل أصقاع العالم، واهتمام وحرص الملك بهذه المناسبة المهمة والإيمانية. وفي موضوعات أخرى تناول المؤلف اختيار خادم الحرمين -حفظه الله- ضمن الأشخاص الأكثر نفوذاً في العالم لما يملكه من صفات وإنجازات كانت وما تزال مثار استحسان البشر في كل أصقاع الأرض. ثم تناول المؤلف أسرة آل سعود وفضائلها وأن حكمها اعتمد إعلاء كلمة الله وتوحيد صف المسلمين، مستعرضاً نهج أمرائها وملوكها منذ عهد الإمام محمد بن سعود وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. كما تناول خدمة خادم الحرمين للإسلام والمسلمين والدفاع عن قضايا الأمة التي تأتي في أولوياته واهتماماته ومن هنا كان الاختيار الموفق والترشيح العالمي لخادم الحرمين - حفظه الله - للفوز بالجائزة العالمية، جائزة الملك فيصل في حقل خدمة الإسلام والمسلمين. كما تناول الكتاب منجزات المليك العظيمة في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، حيث كان هذا الجانب من أولويات اهتماماته ومتابعاته ودعمه، وذلك لما لهذا من أثر عظيم في تيسير أداء المسلمين لمناسكهم، وراحتهم وطمأنينتهم.وفي موضوع آخر تناول المؤلف شواهد حية من مسيرة خادم الحرمين الشريفين وأسباب محبة الشعب السعودي له، وعن خدمته لوطنه وشعبه. وأيضا مبادراته حفظه الله السياسية التي يهدف من خلالها لوحدة الصف العربي والإسلامي. بعد ذلك تناول الكتاب قرار خادم الحرمين بتأطير الفتوى وأثر ذلك على المجتمع بكافة شرائحه. واختتم المؤلف الكتاب بموضوع (مليكنا المفدى: ونحن بخير ما دمت بخير) جسد فيه مشاعر الفرح والسرور بنجاح العملية الجراحية التي أجريت لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وأن الفرحة عمت أرجاء الوطن، ودلائل ذلك على قوة اللحمة بين القيادة والشعب الذي تلهج ألسنته بالدعاء ليل نهار لخادم الحرمين الشريفين بالصحة والعافية والتوفيق والسداد.