لفترة ماضية وما زلنا نعاني من زراعة ثقافة التطرف الفكري، والنتيجة ان عانى مجتمعنا من قضية الارهاب بكل نتائجها الامنية والاجتماعية واعاقة التنمية ونتائجها السلبية على علاقاتنا السياسية ببعض دول العالم.. ولعل من ضمن المخاضات تلك فرض الحصول على تأشيرة لاغلب دول العالم لاي مواطن سعودي يبتغي زيارة سياحية او علاجية او استثمارية، بل وتعقد بعضها كما هي الحال في بعض الدول الغربية والمتقدمة.. وبعيدا عن ذلك نجد ان مخاطر الفكر المتطرف اثرت في البرنامج التنموي في الكثير من مفاصله وخاصة التعليم.. حيث نجد انه للاسف لم يستطع استيعاب المتغيرات المعاصرة لنقل ابنائنا من مواقع التبعية الى مساحات الفكر الابداعي القادر على التفكير والرفض والقبول وفق رؤية واعية وليس حالة من (الدرعمة) مع كل خطيب مفوه.. او متمكن من التأثير في سيكيولوجيات الافراد.. واليوم نكتشف مع تنوع شبكات التواصل الاجتماعي والاعلامي ان هؤلاء تنوعوا في نشر فكرهم بزراعة الفتنة بين اعضاء المجتمع، بل وتطاول الامر لأن امتد فكرهم وفتاواهم الجهادية الى الدول العربية الاخرى حيث نجد ان هؤلاء استغلوا ما يحدث في بعض الدول الشقيقة لبث الفتنة هنا وهناك كما هو حاصل الان في مصر الشقيقة، والتشكيك في الموقف الرسمي للدولة والتشكيك في خطاب بعض المسؤولين وتأويلها بما يعمق فكرهم المتطرف.. الخطورة ان بعض هؤلاء يعمل في التعليم ما يعني معه ان هؤلاء يزرعون فكرهم بين شبابنا وفتياتنا وبالتالي كل ما قامت به المؤسسات الامنية في القضاء على الارهاب ومحاولات زعزعة الاستقرار الوطني قد يذهب.. وأكرر لنا في الخبرة السلبية التي مررنا بها ونتيجة تهاوننا مع زراعة الفكر المتطرف ومن ثم ظهور الحركات الارهابية خير تجربة لعدم التهاون مع اي حراك او فكر من شأنه ان يمس سلامة وطننا واستقرار محجتمعنا.. واليوم نشاهد حراكا طائفيا يزرع بكل وضوح الفتنة بين افراد المجتمع وايضا التأثير السلبي على علاقاتنا الدبلوماسية مع الدول.. ايضا بعض هؤلاء ينتمون إلى مواقع لها تأثيرها وربما مفصلية في البناء الاداري لبعض المؤسسات ولا يجدون اي حرج او التزام بمسؤولياتهم الوطنية بل كما يبدو يتقدم انتماؤهم الفكري على انتمائهم الوطني وبشكل بات واضحا ويمكن للجميع معرفته .. فقط علينا متابعة حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي لنعرف اي خطر هم يشكلون.. واي هدف هم يبتغون.. يعملون على زراعة الفتنة كما لو كانت رسالتهم واهدافهم خاضعة لاجندة مقننة تريد الاساءة للبلاد وزعزعة الاستقرار بتنوع مخالبهم فتارة يزرعون بيننا الارهابيين، والان يزرعون الفتنة الطائفية والفكرية بتسييس الدين.. والتشكيك في المواقف الوطنية ليس للرموز السياسية او الفكرية فقط بل والرموز الدينية والطعن فيها متلبسين ثوب الاسلام في مواقفهم لتعميق مكانتهم الخاصة وفق منهجية معروفة سقطت بعض أقنعتها ولكن بعضهم ما زال يزرع الفتنة بين شبابنا.. فهل ننتظر أن تتجذر افكارهم لنوقفهم ام تفيدنا تجربتنا مع الارهاب فنحجمهم باكراً، وبشكل حازم، ونحول بينهم وبين صناعة بيئة متكاملة العناصر لصناعة الفتنة؟