قبل أكثر من ثلاثة أعوام تقريباً برز في صفوف أولمبي الشباب فهد حمد بشكل متميز، وأظهر قدرات فنية عالية، وموهبة كروية جيدة دفعت بالمدرب الشبابي للفريق الأول آنذاك الأوروغواني فوساتي للزج به في القائمة الرئيسة والمشاركة في الكثير من المباريات المحلية والآسيوية فكان عند حسن ظنه وقدم نفسه بصورة مثالية للغاية في خط منتصف الشباب حين كان يدافع عن مرمى فريقه ببسالة ويساهم في قطع الكرات الخطرة قبل وصولها المرمى كما كان ذا دور بارز في إمداد المهاجمين في الكرات البينية والعرضية والطولية التي ترجمت لأهداف، وكان للاعب أيضاً قدماً حساسة تعرف طريق المرمى وسجل من خلالها العديد من الأهداف الهامة والحاسمة كان آخرها على ما أذكر هدفه في مرمى الاتفاق الموسم قبل الفائت في الدور الأول وهو الهدف الذي أعطى الشباب النقاط الثلاث ودفعه للمنافسة حتى نهاية الدوري ثم تحقيق لقب البطولة. حمد غاب في الموسم الماضي عن المشهد بشكل كبير ولا تبدو أسباب واضحة لذلك لدى المتابع الشبابي خصوصاً أن الكثير من أنصار"الليث" راهنوا على نجاح موهبته فإن كانت أسباب غيابه فنية فالأمر لدى ميشيل برودوم، وإن كان عدم الانضباط في التدريبات أو في معالجة الإصابات فإن الأمر لدى جهاز إدارة الكرة والذي كان حري به الوقوف على مشكلة اللاعب وحلها لكي لا يخسر الفريق موهبة بهذا الحجم. الغريب في الأمر أن جوال الشباب بث رسالة يؤكد من خلالها أن المدير الفني برودوم يستغني عن جملة من اللاعبين من بينهم المنيف وفهد حمد ويطلب من إدارة النادي إعطائهم الفرصة للإعارة أو الانتقال وهو الأمر الذي أدهش الكثير من عشاق الفريق الذين لم يرق لهم مثل هذا القرار خصوصاً أن برودوم لايزال يصر على الاعتماد على بعض اللاعبين الكبار في السن أمثال عمر الغامدي ونايف القاضي ووليد عبدربه وسياف البيشي وهم من خذلوه أو الكثير منهم في الموسم الفائت وأحدثوا ثغرة واضحة في مناطقهم كان بالإمكان معالجتها بالاعتماد على أحد الأسماء الشابة القادرة على تقديم نفسها بصورة جيدة. الشباب استغنى قبل أكثر من موسمين عن نجم خط المنتصف اللاعب الشاب والموهوب عبدالعزيز الجبرين فاستقطبه الرائد بثمن بخس فكان النجم الأول، والأبرز في فرقة "رائد التحدي" حتى بات مطلباً مهماً للعديد من أندية المقدمة ومن بينها الشباب نفسه فهل يتكرر هذا السيناريو مع حمد فينتقل لنادي آخر ويظهر ما لديه من موهبة، ومقدرة فيندم الشباب على التفريط بهذا اللاعب الموهوب كما ندم مع الجبرين؟.