كان حديث المدير الفني لفريق الشباب ميشيل برودوم خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب مواجهة فريقه بنجران، والتي انتهت بانتصار الشباب بثلاثة أهداف لهدفين كان حديثه واضحاً خصوصاً عندما أشار إلى معرفته بالخلل الدفاعي منذ الموسم الفائت مؤكداً بأنه قد ذكر ذلك لإدارة النادي مع نهاية الموسم. كشف مكمن الخلل لا يمكن أن يكون كافياً إذ لابد من المبادرة لعلاج ذاك الخلل خصوصاً إذا كان معضلة كبيرة تسببت في اهتزاز مستوى الفريق،وأسهمت في خسارته للكثير من النقاط بإجماع تام من المحللين الخبراء، والمتابعين، والجماهير التي كررت كثيراً مطالبة بإصلاح ذلك العطب الواضح ولكن دون جدوى. ميشيل برودوم مدرب له اسمه اللامع ليس على مستوى القارة الأوربية فحسب بل على مستوى العالم ولن يدخل أحد في جدال حيال ذلك الموضوع، ولكن طريقة تعامله مع هذه الثغرة لم يكن موفقاً بها على الإطلاق، وقد بدأ خطأه بالاستغناء عن المدافع البرازيلي الصلب تفاريس رغم أن أحواله الفنية في الموسم الفائت لم تكن كما كانت عليه عند حضوره لدورينا في مواسمه الأولى إلا أنه ظل بإمكاناته الفنية الجيدة، والبدنية المتميزة سداً منيعاً أمام هجوم المنافسين، وشكل قوة ضاربة في خط الظهر الذي تجلى بوضوح الموسم الفارط بل كان من أفضل خطوط الفريق، وحقق الأفضلية على مستوى فرق دوري "زين" بالأقل تسجيلاً في مرماه. كان الجميع من المتابعين، ومن أنصار الشباب على وجه التحديد يتطلعون لسد ثغرة الدفاع الواضحة من خلال التعاقد مع مدافع أجنبي بارز يخلف تفاريس في منطقة الظهر خصوصاً أن عودة كماتشو كانت تعني الاستغناء قطعياً عن شبيهه في نفس المركز والذي يؤدي نفس الأدوار الأوزبكي جيباروف، فخسر الشباب بإعادة كماتشو كثيراً وكان الأولى الاكتفاء بجيباروف أو تسويقه لأحد الفرق الأخرى محلياً أو خارجياً وتعويضه بمدافع متمكن يسد هذه الثقب الظاهر،وحيث لم يتحقق ذلك فكان حري بالمدير الفني ميشيل برودوم عمل تنظيم دفاعي جيد يستطيع معه إقفال المناطق الخلفية لفريقه بإحكام من خلال ساتر دفاعي قوي يتمثل في محور تقليدي بارز يؤدي أدواره الدفاعية الصرفة ويعنى بها كثيراً إضافة إلى إيعازه للاعبي المنتصف بتغطية الأطراف الشبابية التي تتكشف مراراً مع تقدم ظهيري الجنب بشكل دائم الأمر الذي يسهل الوصول لمرمى الفريق بسرعة فائقة في ظل غياب الأطراف.برودوم لم يفعل هذه ولم يفطن لتلك فكانت المحصلة أهداف بالجملة ولجت مرمى الفريق بلغت "22" هدفاً كانت قابلة للزيادة وهو رقم كبير جداً، ومخيف لفريق ينشد المنافسة على لقب الدوري، وهو الرقم الذي لم تستقبله شباك فرق أخرى أقل شأناً وأقل في الإمكانات من الشباب خصوصاً أن العناصر المحلية من المدافعين لفرق الدوري تبدو متقاربة إلى حد كبير من حيث الأداء فلا تكاد تميز أسماء عن غيرها باستثناء لاعب أو لاعبين على الأكثر، ولعل تجارب سابقة أقدم عليها عدد من المدربين في فرق أخرى كتب لها النجاح ومنها تجربة المدرب الخبير باوزا حين عمل في النصر فقد شاهد الجميع تنظيم دفاعي عال أسهم في تطور الفريق وأظهره بشخصية مغايرة تماماً.ولقد كانت الفرصة مواتية ليحقق ميشيل برودوم نجاحاً آخر في موسمه الثاني مع "الليث" خصوصاً أنه بدأ موسمه بداية قوية، ولافتة من حيث الأداء، والنتائج، وفي ظل ما يمتلكه الفريق من أسلحة مبهرة وأسماء لامعة قادرة على كتابة سطور جميلة من التميز على مستوى النتائج، والمكتسبات إلا أن الخلل الدفاعي الواضح الذي ألمح إليه المدرب وصرح به كان أكبر وأكثر تأثيراً،وهو الذي أسهم في نزيف نقطي حاد جعل الفريق يتراجع للمركز الثالث ينتظر تعثر المنافسين بعد صدارة لم تدم طويلاً.