تواصلت الإثارة والندية في دوري زين السعودي، بعد أن أجل الشباب والأهلي حسم صدارة الدوري إلى الجولتين المقبلتين، إذ تعثر المتصدر الشباب بالتعادل أمام مضيفه الاتفاق سلبياً، رافعاً رصيده إلى 60 نقطة، فيما سقط الوصيف الأهلي أمام الاتحاد عندما خسر المواجهة بهدف من دون رد، وتجمد رصيده عند 58 نقطة، وباتت الجولتان الأخيرتان حاسمتين للشباب والأهلي، ومن ينجح في إضافة 6 نقاط جديدة سيظفر بلقب الدوري رسمياً. الأهلي - الاتحاد رتم سريع شهدته بداية المباراة، إذ تبادل الطرفان الهجوم إلا أن الخطورة والتهديد لم تحضر من خلال محاولات بداية المواجهة، ومع مرور الوقت وانقضاء الدقائق ال10 الأولى بدأت الكفة تميل لمصلحة الفريق الأهلاوي من حيث السيطرة على منتصف الميدان والاستحواذ على الكرة، إذ بدا جلياً التناغم ما بين عناصر الفريق «الأخضر» تيسير الجاسم وكماتشو وبالومينو ومعتز الموسى، في حين لم يكن الحال مماثلاً على الطرف الآخر، إذ كان لاعبو الفريق «الأصفر» متباعدين عن بعضهم، ما حدا بالمدرب الاتحادي كانيدا إلى الاعتماد على كرات الارتداد ومد المهاجم الوحيد نايف هزازي بالكرات الطويلة والعرضية لاقتناص هدف يكون كفيلاً بترجيح كفة فريقه. ولم تكتمل احتفالية المنتقل هذا الموسم من الأهلي إلى الاتحاد إبراهيم هزازي بهدفه، إذ أعلن حكم الراية وجود خطأ وسط ذهول مدافع الاتحاد (19). ومع سيطرة فريق الأهلي على مناطق الملعب لم تفلح غالب محاولاتهم في تشكيل خطورة على شباك مبروك زايد، إذ أظهر لاعبو خط الدفاع في فريق الاتحاد بسالة عالية في التصدي لكرات خصمهم، وأثمرت المرتدات «الصفراء» حينما استخلص محمد نور كرة من الوسط الأهلاوي مررها ذكية للمندفع من الخلف إبراهيم هزازي وتقدم بها إلى الأمام حولها بشكل متقن للمتمركز بتميز في منطقة الجزاء نايف هزازي غمزها برأسيته مسجلاً الهدف الأول في المباراة (34). وازدادت المعاناة الأهلاوية بعد تلقيهم الهدف الأول، بإصابة هداف الفريق، العماني عماد الحوسني الذي خرج متأثراً بالإصابة تاركاً خانته لبديله عبدالرحيم جيزاوي (36). وفي شوط المباراة الثاني، تكالبت الظروف على الأهلي وتعرض لاعب خط الوسط، الكولومبي بالومينو إلى إصابة قوية ودّع على إثرها أرض الملعب وزج المدرب غاروليم باللاعب محسن العيسى (49). وظهر الأهلي أكثر قوة وتماسكاً في هذا الشوط، وسيطر بشكل كامل على مجريات الدقائق الأولى من الشوط، ولكن محاولاته التي اتسمت بالخطورة هذه المرة لم تشفع له بزيارة شباك مبروك زايد، الذي ذاد عن مرماه ببسالة، ومع صيحات الجماهير الاتحادية، يزج المدرب كانيدا باللاعب عبده عطيف في محاولة لتنشيط خط الوسط الذي غاب تماماً عن أجواء المباراة في قسمها الثاني (59). ولم تنجح محاولة معتز الموسى الذي حول عرضية كماتشو بلقطة هوائية خلفية إذ وجدت المتألق مبروك زايد (67). كما لم يشفع توغل تيسير الجاسم وتجاوزه أكثر من 4 لاعبين اتحاديين عندما كرر مبروك زايد تصديه للكرات «الخضراء» ووضع حداً لمسيرة كرة تيسير التي انتهت في يد الحارس المتألق (80). ومع المحاولات المتواصلة لفريق الأهلي بدا الدفاع الاتحادي أكثر قوة مع كل تهديد، ولم يتوانَ في إخماد براكين كل الكرات الأهلاوية لتأول المباراة إلى انتصار اتحادي كاد يحرم الأهلاويين من المنافسة على اللقب. الاتفاق - الشباب الرغبة الشبابية في خطف الفوز بدت واضحة مع اللحظة الأولى من المباراة، إذ ضغط على المرمى الاتفاقي أكثر من مرة لكن التهديد الحقيقي جاء من أحمد عطيف مرت فوق العارضة (6)، وعمد مدرب الشباب برودوم إلى تكثيف منطقة الوسط لشل حركة الخصم، في الوقت الذي تراجع فيه لاعبو الاتفاق للدفاع عن مرماهم بينما تصدى تيغالي ويوسف السالم لمهام الهجوم. الخطورة الاتفاقية لم تأتِ قبل تصويبة قوية للسالم أخرجها حارس الشباب وليد عبدالله في اللحظات الأخيرة (14)، بعدها انتعش أصحاب الأرض وبادلوا الضيوف الهجمات. تمريرة شبابية خاطئة بين مدافعي الشباب منحت السالم كرة خطرة اضطر مدافعو الضيوف معها إلى إعاقته ليحتسب خليل جلال ركلة الجزاء الأولى في المباراة، تصدى لها حمد الحمد لكنه لم يجد التعامل معها، إذ سددها ضعيفة تصدى لها وليد عبدالله (30)، ولم تمضِ سوى دقائق حتى أعاق مدافع الاتفاق وليد محمود المحترف الشبابي فرناندو (35) ليحصل على جزائية أيضاً، تقدم لها ناصر الشمراني الذي لم يكن بأحسن حالاً من الحمد، إذ نجح الحارس فايز السبيعي في التصدي لركلته، التي تقاسم بعدها الفريقان الهجمات حتى نهاية الشوط الأول. استمرت الإثارة في الشوط الثاني الذي بدأه الشباب، فاقداً مدربه الذي طرده خليل جلال نظير احتجاجه، وانعكست المباراة المشدودة على حارس الشباب وليد عبدالله الذي ظهر مرتبكاً في أكثر من مناسبة، قبل أن يحضر مجدداً، لينقذ مرماه من انفرادية تيغالي (62). فيما منح لاعب خط وسط الاتفاق يحيى حكمي الأفضلية للضيوف، بعد أن عطل الكرة ليتحصل على البطاقة الصفراء الثانية، التي طرد على إثرها (68)، بينما تصدت العارضة الشبابية لتصويبة السالم (70)، النقص أجبر برانكو على التحول للطريقة الدفاعية، ليشرك إبراهيم المغنم بديلاً عن حمد الحمد. ضغط الشباب على مرمى الضيوف أكثر من مرة، لكنه لم ينجح في ترجمة هجماته إلى أهداف لتنتهي المباراة بالتعادل، بعد أن تصدت العارضة لكرة ثابتة سددها ويندل باتجاه المرمى (93).