بعد أن تخلى المدير الفني للشباب ميشيل برودوم عن بعض قناعاته بطريقة اللعب التي انتهجها في اللقاءات السابقة إذ عمد في مواجهة الرائد إلى اللعب بتوازن دفاعي هجومي مستعيناً بالخبير الكبير عمر الغامدي في المحور الدفاعي الذي استطاع كعادته أن يكون سداً منيعاً أمام انطلاقات المهاجمين للفرق الأخرى من العمق فحافظ الشباب على منطقته، ومرماه إلى أن سجل البديل تيجالي هدف الفوز الذي أهدى الشباب النقاط الثلاث، وأعاده لوصافة الترتيب خلف الفتح المتصدر ليعود للانتصارات،ويتجاوز كبوة خسارة الفتح بنجاح تام، وبالطريقة التي أرادها. وكأن بالبلجيكي برودوم يصادق على بعد نظرة الجمهور الشبابي الذي طالب غير مرة بإشراك الغامدي في المحور الدفاعي ليكون الساتر الأول، والرئيس الذي يقف في وجه انطلاقات مهاجمي الفرق الأخرى فنجح بمهمته تلك باقتدار كما كان يؤديها بنجاح كبير الموسم الفارط. الشباب طيلة المباريات الفائتة قبل مواجهة الرائد كان بحاجة ماسة لمحور دفاعي بارز يغطي بعض الفجوات الواضحة التي تتكشف في الكثير من الأوقات خصوصاً مع تقدم ظهيري الجنب بشكل مبالغ فيه الأمر الذي يحدث فراغاً كبيراً يحتاج لتغطيته سريعاً،وهو ما يفعله اللاعب المقاتل عمر الغامدي الذي عرف بمجهوده الوافر، ولعبه الرجولي القوي الذي يستخلص من خلاله الكرات من أقدام المهاجمين بنجاح تام. عودة عمر الغامدي أعادت هيبة الشباب في المناطق الخلفية والتي عانت الكثير بغيابه أسابيع الدوري الأولى وساهم ذلك الغياب بتعرض مرمى الشباب لتسعة أهداف في الجولات الخمس السابقة إضافة إلى الكثير من الفرص التي تناثرت أمام مرمى وليد عبدالله وكانت تهدد بولوج المزيد من الأهداف، وقد تكون مواجهة الهلال المقبلة هي المنعطف الأهم،والأصعب باعتبار تنافس الطرفين على الاقتراب بشكل أكبر نحو الصدارة، وهي المواجهة التي يحتاج فيها برودوم لحماية مرماه من لدغات الخطير ويسلي لوبيز ورفاقه قبل أن يفكر بالتسجيل. الأمر الآخر الذي ربما يفوت على ميشيل برودوم هو عدم اشراك الأوزبكي جيباروف بديلاً للرويلي المجتهد إذ تبقى الأحقية لأفضل لاعبي آسيا مرتين وهو قادر بإمكاناته العالية ومهاراته الفردية الجيدة على صناعة الأهداف، والتسديد بمقدرة فائقة تمكنه من الوصول للمرمى كما فعل أمام الوحدة، وأتمنى أن لا يخرج رأي آخر ليقول إن اللاعب يجيد اللعب في المنطقة اليسرى من خط المنتصف وهي منطقة البرازيلي كماتشو فقد كان البرازيلي السابق ويندل يشارك في الطرف الأيمن رغم أنه يعلب بالقدم اليسرى ونجح مع الشباب الموسم الماضي بشكل جيد، وقد يحقق جيباروف ذلك النجاح وأكثر حين تتاح له الفرصة للمشاركة،وحين يتبادل الأدوار،والمراكز مع البرازيلي كما تشو فتكون الفرص متاحة للمهاجمين من جميع الأطراف وعلى أعلى المستويات بالرأس والأقدام.