حروف من ذهب، وأسطر من ألماس في بداية صفحات كتاب كان عنوانه (إنجازات مرصعة ببريق الذهب) ثم تبعها صفحات لم يعد فيها سوى طموحات وآمال لكنها تتحطم بالواقع المرير ثم تأتي صفحات لا نجد فيها سوى اليأس والإحباط وفقدان الأمل هذا بإختصار كتاب يتحدث عن تاريخ رياضة كرة القدم السعودية، نعم بالعادة وكما اعتاد كل قراء الكتب أنهم يبدأون بقراءة الكتاب من صفحاته الأولى حتى نهايته ولكن حينما تدور ذكريات الكرة السعودية وأتخيلها في مخيلتي أنها كتاب بين يدي اتصفحه فحينما أبدأ بتصفح صفحاته الأولى احاول أن أقرأ بتمعن وأطيل في تقليب الصفحات حتى ابتهج برؤية الإنجازات ولكن حينما اصل بمنتصفه أرجع للصفحات الاولى لأن الصفحات الأخيرة لا يوجد فيها سوى اليائس من تحقيق ليس البطولات وحسب بل من تحقيق إنتصارات على منتخبات كنا في الماضي نفوز عليهم بالكثير من الأهداف، ما جعلني اتحدث عن هذا الموضوع هو أن احد البرامج في اليوتيوب التي بدأت تأخذ مكانة ورواج بين المجتمع السعودي تحدث عن المنتخب الذي هزم بنتيجة 8-صفر امام المانيا في كأس العالم 2002، فأنا أقول للجميع أعيدوا لنا المنتخب الذي لعب أمام ألمانيا وربما تسألني لماذا؟ أقول لك نعم تلك الهزيمة كانت ثقيلة جدا عليّ بل شعرت في تلك اللحظة أن كرامتي سلبت مني بسبب تلك الهزيمة القاسية ولكن لو نظرت لحال الجماهير السعودية قبل بداية مباراة المانيا وبما فيهم أنا كان لدينا تفاؤل كبير أن المنتخب السعودي قادر على الفوز، كان لدينا الأمل والطموح وأحلام سعيدة بدك دفاعات الألمان وهز شباكهم. كنا نعيش أوقاتاً من البهجة والتفائل والأمل والطموح قبل تلك المباراة المأساوية ولكن أصبنا بخيبة أمل مع منتخبنا الحالي أصبحنا لا نملك أي أمل بل اصبح عندنا هاجس وخوف من تلقي شباكنا لهزائم ثقيلة، نحن الآن لدينا أزمة ثقة أصبحنا لا نرى سوى صدمات يتلوهات صدمات أكبر خروج مبكر وبطريقة مذلة من كأس آسيا ثم تبعها خروج مبكر آخر من تصفيات كأس العالم في البرازيل والآن مع أننا حققنا أنتصارين في تصفيات كأس آسيا 2015 إلا أن لدي الكثير من الخوف أننا نتفاجأ بصدمة ولكن من عيار ثقيل والخروج من تصفيات كأس آسيا فأنا حينما أقول أعيدوا لنا منتخب الذي لعب أمام ألمانيا لم يكن من باب الإستهزاء بل حقيقة أتمناها أن يعود لنا ذلك المنتخب حتى يعود لنا الأمل والثقة من جديد. وفي الختام أردت أن أقول عندما صرح الأمير سلطان بن فهد في رده على سؤال تم توجيهه له (متى سينافس المنتخب السعودي على كأس العالم).. فأجاب سننافس على كأس العالم بعد عشرة اعوام أعتقد أن هذا الجواب لم يأت هكذا بلا سبب بل يوضح للجميع التفائل والأمل الكبير الذي كان لدى المسؤولين والجماهير بصفة عامة ب"الصقور الخضر" فمتى يستطيع منتخبنا الوطني إعادة الأمل والثقة للجماهير؟