بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا... وبعد أيها الإخوة الأكارم... وأيتها الأخوات الكريمات من وقتكم الثمين أحتاج دقائق معدودة لقراءة ما سطّرته راجياً من الله أن يجد عيناً قارئةً وعقلاً متفتحاً يعي ما يقرأه. إننا حين ننظر إلى هذه الأيام وما يتداول في برامج التواصل نجد أنّه قد كثرت المنكرات العظيمة دون مراقبة لله جلّ وعلا أو إنكار ونظر للعواقب. فلا يكاد يمر اليوم إلا وقد نظر الواحد منا إلى صورة محرمة أو مقطع يحمل في طيّاته أنغاماً صاخبةً أو كلاماً فاحشا...!! أو طرائف بغض النظر عمّا تحمله من غيبة وكذب إلا أنها تحوي كلاماً فاحشاً يستحي ذو المروءة من نطقه..! فنصبح على معصية ونمسي على مثلها.. فحقاً نشعر أننا قد غفلنا عمّا نهانا الله عنه فضلاً عمّا أمرنا الله به. ومن المؤسف كل الأسف أن تجد من يتداول هذه الخبائث هم من وصفوا بالملتزمين وليس لهم من هذا الاسم إلا المظهر فحسب...!! فكم مّن إمام قارئ للقرآن والقرآن يلعنه وما تزيده قراءته إلا حجة عليه. وكم مّن خطيب أصبح واعظاً للناس وأمسى عاصياً ذليلاً منقاداً لهواه ولا يخلو جهازه من صورة عاهرة أو مقطع إباحي..! فبئس الواعظ....!! وقد جعل الالتزام (عصا) يرتقي بها لمنصب دنيوي وله فيها مآرب أخرى..!! وأمّا من تكفل بنشر هذا النتن وإشاعته فقد تكفّل الله بعذابه في الدنيا قبل الآخرة بمجرّد حبّه فضلاً عن نشره قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)" (النور:19) وعندما تسأل أحدهم ملتزما وغير ملتزم عن حكم هذه القبائح أجابك بالأدلة عن حرمتها...!! فما الذي جعله يتوق إليها... ؟!! إنّه التغافل عمّا حرم الله وضلال الله له على علم قال تعالى: "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ(23)" (الجاثية : 23) إننا نتهاون بالصغائر حتى أهلكتنا وأوردتنا الكبائر حتى أصبحت قلوبنا كالكوز مجخّيا (منكوساً) لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً.. فإياكم ومحقّرات الذنوب قال صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعودٍ وذا بعودٍ، حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه" رواه الامام أحمد ج1ص402 من حديث ابن مسعود. أخيراً.. قال ابن القيم - رحمه الله – كلُّ الحوادث مبدأها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر فاتقوا الله عباد الله وراقبوه في السر والنجوى واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله وما من كاتبٍ إلا سيفنى ويبقي الدهرُ ما كتبت يداه فلا تكتبْ بكفك غير شيءٍ يسرّك يوم القيامةِ أن تراه