قرار ملكي مهم وحاسم، لا شك انتظرنا هذا القرار كقطاع «خاص وحكومي» لسنوات والملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - الآن يأمر بأمر ملكي واضح ونافذ خلال أيام رغم المناقشات القائمة حول القرار ولكنه يتلمس الأهمية والحاجة والضرورة وصدر القرار باعتماد الإجازة الأسبوعية الجديدة بحيث تصبح الجمعة والسبت. قرار تعديل الإجازة لا يحتاج للكثير لكي يتم تبريره فهو قرار إصلاحي «اقتصادي» في المقام الأول بتقديري الشخصي، وحين نعدد المكاسب التي ستتم بهذا القرار فهي عديدة وأولها كسب يوم الخميس كعمل ككل دول العالم، وإلغاء السبت من العمل الذي هو إجازة لكل دول العالم فكأننا كسبنا يومين بذلك بدلاً من الفترة الماضية التي نشترك فيها مع العالم بالعمل بدول المنطقة فقط من الأحد للأربعاء أي 4 أيام، وبقية دول العالم من الاثنين للأربعاء أي 3 أيام عمل. الآن نشترك مع دول المنطقة كعمل 100% بحيث أصبح لدينا إجازة اسبوعية متساوية وهذا مهم مع دول الخليج الذي هو نسيج «يفترض» اقتصادي واحد ومشاركة كبيرة اقتصادية بين دول المجلس. أما دول العالم فأصبحنا نشترك معها 4 أيام عمل بدلاً من 3. هناك مكاسب اقتصادية ستحدث، وهناك معاملات بين دول العالم ككل ستكسبنا أياماً إضافية كعمل، وهذا له قيمة مالية لا شك ووقت، وهذا محك مهم لا شك وهذا إصلاح كبير يحتاجه القطاع العام والخاص فلا يجب أن يعتقد أن المكاسب لقطاع بعينه أو شركات بذاتها رغم أن كثيراً من الشركات تطبق قرار الإجازة سابقاً باعتبار ليس هناك قرار يحدد الإجازة الأسبوعية فهي متروكة للقطاع الخاص وهذه حرية كبيرة ومميزة. القرار لا يحمل بأبعاده إلا فائدة كبيرة للاقتصاد الوطني وخلق توافق ونسيج مع بقية دول العالم، ولا نكون بعيدين عن هذا النسق العالمي الذي نعيشه في ظل عالم أصبح مترابطاً وبلا حدود، الاستمرار السابق هي خسارة اقتصادية وسياق عالمي يعيش منتظماً وموحداً وهذا مهم لأننا في بلادنا قد نعمل كل أيام الأسبوع لمن يرتبط بالعالم الخارجي فقد نسافر أيام السبت والأحد لكسب الأيام، ويعمل الاثنين للجمعة وتعود الجمعة أو السبت وهي أيام عمل لدينا وهذا يوضح أن التباين سلبي لنا ونحن من يطبق هذا النظام لوحدنا بهذا العالم بلا مبرر شرعي او اقتصادي أو أي شيء. في السابق منع جوال الكاميرا بل تحذيرات أمنية لدينا خلال فترة 2007 القريب، وهذا التاريخ ليس ببعيد والآن ماذا يحدث ونحن بعام 2013 بعد 5 سنوات تقريباً؟ هل يوجد أحد لا يحمل هاتف نقال لا توجد به كاميرا؟ أصبحنا نتأمل تلك الأيام باستغراب كبير وهي سياسة منع لن تجدي فهذه تقنيات إما تتعايش معها بتوعية وعلم وفهم أو سيتجاوزك العالم، وتبقى لوحدك وهذا مثال واحد وأمثلة أخرى كثيرة معها وننتظر مزيداً من القرارات لكي نصبح بمصاف هذا العالم بدون انعزال أو استثناء بلا مبررات حقيقية.