سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القطاعات الاقتصادية والعلاقات المالية المستفيد الأكبر من تغيير الإجازة إلى الجمعة والسبت لا يمكن أن نكون منعزلين عن العالم في أيام العمل.. متخصصون ل"الرياض":
رحب عدد من المتخصصين في الجانب الاقتصادي بالأمر الملكي الصادر بالأمس والمتعلق بتغيير أيام العمل الرسمية والعطلة الأسبوعية ، حيث أكدوا على أن الجانب الاقتصادي هو المستفيد الأكبر من هذا التغيير خصوصا أن الأمر السامي أشار إلى أهمية ذلك . واضافوا ان اسواق المملكة المالية كانت ومازالت تخسر العديد من الفرص والعمليات التجارية في الاجازة السابقة، وبينوا أن العلاقات المالية وخصوصا المصرفية أصبحت في عصرنا الحالي أكثر تداخلاً وتشابكاً الأمر الذي يتطلب توحيد الجهود على مختلف الأصعدة ، وألمح عدد منهم إلى أن الأسواق السعودية حاليا اصبحت تتأثر كغيرها بالمتغيرات السياسية على الساحتين الإقليمية والدولية الأمر الذي يصب في مصلحة الأمر الملكي. وأجمع الاقتصاديون والمختصون على أن هذا الأمر سيكون له فائدة كبيرة على الاقتصاد الوطني الذي سيتوافق مع إجازات دول الجوار، كما سيقترب أكثر من التوافق مع العالم مما سيسرع من التبادل التجاري الخارجي، وهو مطلب اقتصادي لربط أركان الاقتصاد المحلي بالعالمي بشكل جيد، ومع تشابك العلاقات المصرفية فإن تهميش الصلات بين السوق المحلي والأسواق العالمية نتيجة اختلاف أوقات وأيام الدوام يمثل عبئا على قطاعات مهمة في الاقتصاد المحلي. التغيير يحقق جزءاً مهماً من التكامل الاقتصادي.. ويخفف الأعباء على قطاعات الأعمال وأثنى الدكتور عبدالرحمن الزامل رئيس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض على القرار وسرعة تجاوب القيادة مع المطالب التي أكد الزامل أنها بدأت من قبل القطاع الخاص بشكل رسمي قبل ستة أشهر وتجاوبت القيادة سريعا بعد دراسة مستفيضة للموضوع وأخذ كافة الآراء ومن ثم اعتماد القرار, معتبرا أن القرار يحمل إيجابية إضافية وتتمثل في سرعة التطبيق, حيث يبدأ من الاسبوع المقبل. وأوضح الزامل أن المملكة بهذا القرار قننت من الفوارق الزمنية التي كانت تضر بمصالح القطاع الخاص, حيث كانت المعاملات المالية والدولية تتأخر عدة أيام إلى حين بدء الأعمال في الدول الأخرى يوم الاثنين وهو منتصف الأسبوع لدينا, مضيفا:"كنا نتأثر كثيرا بوضع الاجازة السابق, وحتى يوم الاثنين كان معطلا لأن الأسواق العالمية والأعمال تبدأ ونحن منتهون من عمل الاثنين لفارق التوقيت". وشدد الزامل على أن أفضل مافي هذا القرار هو تطبيقه على القطاعين الحكومي والخاص على حد سواء, وستسفيد كافة المرافق الحكومية والخاصة من التماثل مع دول الخليج وتقلص الفارق مع بقية العالم. وعن مدى إستفادة القطاع الحكومي من هذا القرار, قال الزامل:" القطاع الحكومي لن يتأثر أساسا وليس عليه خسارة, ويجب أن نؤكد أن نصف القطاعات الحكومية تقريبا لها ارتباط مباشر بالاقتصادات العالمية وكذلك الشركات العملاقة كأرامكو, ونحن كما هو معلوم بلد اقتصادي مهم على الخارطة العالمية ومرتبطون بأسواق عالمية مهمة يأتي في مقدمتها سوق النفط لذلك ستستفيد القطاعات الحكومية بلا شك من هذا القرار". وقال الاقتصادي فضل البوعينين أن أكثر القطاعات المستفيدة من الأمر الملكي هي القطاعات المالية وفي مقدمتها السوق المالية التي ستستفيد من تقليص الأيام المفقودة مع الأسواق العالمية إلى يومين بدلا من أربعة, وسيحقق تقاربا بين القطاعات المالية المحلية مع نظيراتها خارجيا. وأكد البوعينين أن المملكة بهذا القرار لن تكون بمعزل عن الأسواق الخليجية والأسواق العالمية, حيث سيتقلص الفراق بين القطاع المالي السعودي والقطاعات المالية الخليجية إلى (صفر) ما سيحقق تقدما في مسيرة التكامل الاقتصادي الخليجي والتي من المفترض أن تكون موحدة في أدائها وأيام عملها, وهو ما تحقق أخيرا بتطبيق المملكة وسلطنة عمان لقرار تغيير الأجازة إلى يومي الجمعة والسبت بدلا من يومي الخميس والجمعة. وأضاف البوعينين:"القطاع المصرفي كان أكثر من يعاني بالوضع السابق, حيث اختلاف الإجازات يسبب قلقا شديدا بسبب الاستحقاقات المالية, وبالوضع الراهن سينخفض هذا القلق كثيرا". وأكد البوعينين أن الآراء التي كانت ترى في السابق تثبيت الاجازة على وضعها, لم تحمل همّ الاستحقاقات المالية على أساس تدني حجم ملاءتها المالية وعدم تأثرها خارجيا, فيما تعاني القطاعات الضخمة من فارق الاجازات بتعطل مئات المليارات في الدورة المالية وتأخر تنقل الأموال والحوالات, بل واستفادة القطاعات الخارجية من هذا التوقف الأسبوعي الذي يأتي في النهاية لصالحها. وأوضح البوعينين أن إدارات المحافظ الخارجية والتي تعمل محليا سينخفض عنها العبء, وذلك بعد ان كانت المصارف تضطر للعمل يومي الخميس والجمعة لمواكبة الأسواق العالمية, مضيفا:"وحتى على مستوى السوق المالية المحلية, كانت تتأثر كثيرا بالأخبار الاقتصادية الخارجية والتي تأتي في الغالب خلال الاجازات الرسمية خارجيا ويتأثر منها سوقنا في الغالب بيوم السبت والذي يعتبر السوق المالي الوحيد العامل يوم السبت مما يجعله يمتص الأخبار السيئة انخفاضا بشدة عالية". وكان رئيس الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية عبدالرحمن الراشد قد اشار سابقا أنه لا يمكن تطبيق الوحدة الاقتصادية مع دول مجلس التعاون الخليجي، بينما نحن نختلف معهم في مواعيد الإجازة الأسبوعية.. وقال: "لابد أن نكون متفقين معا في هذا الجانب فلا يمكن أن يتحقق الاندماج الاقتصادي مع دول المجلس كوحدة اقتصادية والسعودية التي تملك أكثر 65% من الكتلة الاقتصادية فيه لها أيام عمل مختلفة.. فآخر الدول التي غيرت أيام الإجازة كانت عمان والكويت.. ولم يعد سوى المملكة التي تعطي موظفيها إجازة يومي الخميس والجمعة".. ولا يمكن أن نكون بمنأى عن دول العالم.. لابد أن نتفق مع الآخرين في مواعيد الإجازات كي يمكن أن يكون وقت العمل مستمرا. عبدالرحمن الراشد فضل البوعينين