يؤلمني غلاء الأسعار اليوم الذي أصبح يتصاعد يوما بعد يوم!!. مما أرهق عاتق المستهلك. فأين حماية المستهلك.. ثم أين ذهب ذلك النوع من التجار الذين عرفناهم في سابق عهدنا يتاجرون مع ربهم بتفقد أحوال الفقراء بصدقاتهم وزكواتهم، اتكلم اليوم وقد اطلعت على حالات من ألم عميق وأهات لا يكاد يسمعها إلا من لسع رجليه الحافية لهيب الشمس. وان ما يؤلمني كثيراً، عندما أذهب لتفقد بيوت تلك الأسر إني أسمع صراخات الجدران قبل أن أسمع صرخات أطفالها الأبرياء وقد أعياهم كثر الكلام وحال لسانهم يقول: ثم ماذا هل ستعودين أم أنها فرحة يوم في عام؟ إن علامات الاستفهام تعلو تلك الوجوه البريئة. لا وجود لتكييف في أكثر تلك البيوت!! أين القلوب الرحيمة والأيادي السخية من تفقد حال الأسر المحتاجة بحق. ألا تعلمون ان الصدقات تطفئ غضب الرب. أخي التاجر أخرج من مالك صدقة (تعهد) بها مستحقيها أنت بنفسك. فما أجمل أن تثمر تلك النباتات بعد أن تتعدها بنفسك. ليستفيد منها صاحبها ويفيد غيره. إن حال الكثير اليوم يقول تلك العبارة العامية (بكيفه يأكلها أو يستفيد منها هو حر) عندما تعلم أخي التاجر أن هناك محتاجا أو فقيرا اذهب إليه أو وكّل من تثق به وسله عن حاله وعن الأعمال التي يمكنه أن يمارسها ولا يعوزه غير رأس المال وأخرج صدقتك وأضف بجانبها مبلغا بسيطا وقل اذهب واعمل وسأرجع لك بعد ستةَ أشهر لأتفقد أحوالك وماذا صنعت. اولاً: لكي يترقب مجيئك. ثانياً: ليعلم أنك دونته بقائمتك لذلك سيكون أكثر حرصاً على سداد المبلغ. ثالثاً: لتزداد عنده الهمة في العمل ومحاولة استغلال الوقت في عمل نافع. رابعاً: ساهمت في فرص العمل وأقفلت باب فراغ قاتل كلما ذكرك دعا لك. وتكون بذلك قد علمته أن يصطاد السمك بدلًا من اعطائه سمكة. أنا لا أتكلم من فراغ ولكن من واقع تجربة - كما ذكرت سابقاً - وتلك واحدة من الكثير من التجارب التي مرت بي. إننا مجتمع مسلم وأولى مقوماته التكافل الاجتماعي، وإن الله تعالى سائلنا عن مالنا فيما أنفقناه. وما آمن من بات شبعان وجاره جائعا.