شهدت أسواق الطاقة صباح أمس الجمعة حركة نشطة في تداول عقود النفط الخام في ظل التوقعات التي تشير إلى أن أسعار الخام قد تتخذ مساراً صاعدياً خلال الأسابيع القادمة وسط المخاوف من تعرقل الإمدادات النفطية خاصة من مناطق ساخنة في العالم كمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تمر بأحداث سياسية وتوترات أمنية من أهمها الحرب في سوريا والعراق، ما يؤثر على تدفق الخام من هذه المنطقة الحيوية. فقد عكست أسعار النفط ليوم أمس مسارها الهابط وسجلت ارتفاعاً بحوالي 95 سنتاً لخام برنت القياسي في الأسواق الأوروبية، حيث بلغ في مستهل التداولات الصباحية 103.4 دولارات للبرميل تحفزه التوقعات من احتمال بروز شح في الإمدادات خلال الأسابيع القادمة مع بدء العطلات الصيفية في الدول الغربية وكذلك ارتفاع الطلب من الدول الآسيوية وعلى رأسها الصين التي قفزت إلى ناصية الدول الأكثر استهلاكا للطاقة بالعالم. وتجاهلت أسواق الطاقة تصريحات البنك المركزي الأمريكي بشأن عزمه على تخفيض إجراءات التحفيز النقدي ما قد يقهقر من حركة انتعاش الاقتصاد الأمريكي ويحد من أداء القطاع الصناعي الذي يلعب دورا بارزا في استهلاك الطاقة، كما ساهم انخفاض سعر صرف الدولار في توجه المستثمرين إلى المتاجرة في عقود النفط لتعويض مراكزهم المالية. وسجل الخام الأمريكي في مستهل التعاملات الإلكترونية المبكرة ارتفاع بحوالي 50 سنتاً ليصل إلى 95.80 دولاراً للبرميل مع تراجع أسعار الذهب التي كسرت حاجز 1300 دولار للأوقية لتصل إلى حوالي 1280 دولاراً للأوقية مستمرة في خسائر منيت بها منذ بداية العام الحالي. من ناحية ثانية تراجعت الاستثمارات في مشاريع الطاقة المتجددة على مستوى الدول الصناعية بنسبة 20% لهذا العام بعد ارتفاع تكاليفها وعدم قدرتها على المنافسة لمشاريع النفط والغاز في ظل هبوط أسعار الوقود الأحفوري بحسب احصائية "كابتل اند انيريجي".