تذبذب أسعار النفط أمس وسط أنباء متضاربة حول مستقبل إمدادات البترول الخام في ظل التوتر السياسي والأمني في قارتي آسيا وأفريقيا والمتمثل في ضبابية مصير الملف الإيراني النووي وكذلك الوضع في نيجيريا لاسيما وأن هذه الأحداث تجري في أهم دولتين منتجتين للنفط وأي عرقلة لتدفق النفط منهما سيؤثر على مسار الأسعار، وربما يفضي إلى شح كبير في إمدادات الطاقة قد يصعب تعويضه من قبل الدول المنتجة إلا في حالة فتح منافذ جديدة لمصادر الوقود الاحفوري وهو أمر بالغ الصعوبة في المنظور القريب. غير أن أسعار النفط ظلت في مسارها التصاعدي الذي سلكته منذ بداية الأسبوع الحالي متحفزة بالعوامل آنفة الذكر، ومندفعة بمتطلبات الشتاء الذي يرخي سدوله على الجزء الشمالي من الكرة الأرضية وينفث نسمات الصقيع مجبرا سكان هذه المناطق على جلب المزيد من وقود الطاقة للاحتماء من لسعات البرد القارص وهجمات العواصف الثلجية، مما رفع أسعار وقود التدفئة إلى 1,80 دولار للجالون، وهي مرشحة للارتفاع إذ أن هناك توقعات تشير إلى تخطيها لثلاثة دولارات للجالون في حالة بروز نقص في مخزونات الطاقة في الدول الغربية ذات الاستهلاك الغالب في العالم. وفي ظل ارتفاع سخونة الأجواء السياسية وتفاقم الأزمات الأمنية في المناطق التي قرب منابع النفط في آسيا وأفريقيا فقد بدأت عدد من شركات النفط العالمية بالتوجه إلى مناطق أخرى بعيدا عن هذه النقاط الساخنة في العالم لتشكيل منافذ جديدة للوقود الاحفوري ( النفط والغاز ) وضمان عدم تأثر تدفق النفط بالمواقف السياسية والخلافات الدولية، فقد لوحظ في الآونة الأخيرة تزايد نشاطات الاستكشافات النفطية في أجزاء من العالم مثل ماليزيا وسيبيريا والبرازيل وبعض المناطق في أمريكا اللاتينية، ومن أبرز المؤشرات ارتفاع إنتاج النفط في البرازيل العام الماضي بنسبة 13٪ ليصل 1,684 مليون برميل يوميا مقارنة مع عام 2004. وزيادة الإنتاج من سيبريا بمقدار 300 ألف برميل يوميا عنه في العام الماضي، وتكرر المحاولات من أجل الاستثمار في نفط بحر قزوين رغم الصعوبات التي تعتري هذه الاستثمارات. وتنتظر الأسواق النفطية بيانات مخزونات الطاقة الأمريكية التي ستفصح عنها إدارة معلومات الطاقة اليوم في تقريرها الأسبوعي الذي تأخر عن موعده إلى اليوم الخميس نتيجة لمصادفة يوم الاثنين الماضي يوم عطلة للأسواق النفطية الأمريكية، وسيحدد مستوى المخزونات مسار الأسعار لبقية أيام الأسبوع، إذا أن الأسعار سوف تصعد إلى قرب 70 دولاراً في حالة الكشف عن نقص شديد في مخزونات النفط وسط القلق الذي يساور المستهلكين من نتائج الملف الإيراني والوضع الأمني المتدهور في نيجيريا. وكان سعر خام ناميكس قد بلغ أمس 66,95 دولاراً للبرميل قبل أن يرتد إلى 66,80 دولاراً في ظل الأنباء التي أشارت إلى احتمال إيجاد حل لأزمة الملف الإيراني، فيما بلغ خام برنت القياسي 64,60دولاراً للبرميل بزيادة مقدارها 65 سنتا، كما ارتفع سعر الخام الخفيف في سوق لندن للتعاملات الالكترونية إلى 65,30 دولاراً، وظل سعر خام وست تكساس عند سعر 66,25 حتى قرب نهاية التداول في الأسواق الأمريكية. وارتفع سعر الغاز الطبيعي إلى 9,12 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. أسعار المعادن النفيسة منيت بنكسة سعرية كان المتضرر الأكبر منها الذهب الذي تراجع بمقدار 12 دولاراً إلى 445 دولاراً للأوقية بعد أن اتجه المضاربون إلى المتاجرة بعقود النفط وسط توقعات بتحقيق معدلات سعرية قد تسجل أرقام قياسية جديدة، وهبط سعر البلاتين إلى 1033 دولاراً للأوقية، كما هبطت الفضة إلى 8,95 دولارات.