من المعروف أن الطلب على الطاقة الكهربائية لدينا في المملكة يتزايد سنة بعد أخرى بسبب ظهور أحمال جديدة ومشتركين جدد في كافة القطاعات الاستهلاكية (السكني والتجاري والصناعي والحكومي والمرافق العامة)، كما أن الاستهلاك يتعاظم بشكل خاص في فصل الصيف بسبب الطقس الحار في شتى مناطق المملكة بوجه عام مما يجعل ذلك الاستهلاك يصل أحياناً إلى نسب غير مسبوقة وغير متوقعة بسبب تشغيل المكيفات والتي تعتبر المستهلك الأعظم لتلك الطاقة لقدراتها الكبيرة وتشغيلها المستمر. ومن المعروف أيضاً أن المكيف يستحوذ على ما نسبته 70% من مجمل الطاقة المستهلكة مقارنة بباقي الأجهزة الكهربائية الأخرى (الإنارة، الغسالات، الثلاجات، معدات وأجهزة كهربائية أخرى). وإذا كان شهر رمضان سيحل لسنوات متعددة قادمة متزامنا مع فصل الصيف فإن الاستهلاك سيتعاظم خلال هذا الشهر الفضيل لزيادة الطلب على استهلاك الكهرباء لأغراض التكييف والإنارة وكافة الأنشطة الأخرى التي يتميز بها هذا الشهر الفضيل وينفرد عن غيره من الشهور، لذا فإن من المتوقع أن تضع شركة الكهرباء كل إمكاناتها وقدراتها على أهبة الاستعداد تحسبا لارتفاع الاستهلاك خلال هذا الشهر والأجواء اللاهبة المصاحبة له. ولكي نتعاون مع الشركة ونساعدها في تقديم خدماتها بشكل أفضل وعلى نحو مرض وميسر وخال من الانقطاعات وحرمان المشترك من الخدمة الكهربائية فلا بد لنا أيضا أن نراعي مستويات استهلاكنا لهذه الطاقة الحيوية بأن لا نسرف في استخدامها ونبذر في استهلاكها إلى الحدود التي نهي الله عنها في كتابه الكريم بقوله عز من قائل: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴿الأعراف:31﴾، وقوله تعالى: "إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ.. وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا"﴿الإسراء: 27﴾. إذن علينا نحن جانب الطلب (المستهلكون) أن نتعاون مع جهة الإمداد (شركة الكهرباء) في استهلاكنا المعقول وغير المسرف، وبهذا نضمن بمشيئة الله تدفقا مستمرا لهذه الطاقة الحيوية، ونكون فوق هذا وذاك ممتثلين لنهي ربنا جلت قدرته أن نكون من المسرفين والمبذرين الممقوتين. * أستاذ الهندسة الكهربائية وأستاذ كرسي الزامل لترشيد الكهرباء - جامعة الملك سعود