يكون الكلام صادقاً، والطرح عميقاً، والكلمات معبرة، حينما يكون الحديث عن شخص لا يعرفك، ولا تعرفه إلا من خلال عمله.. لأن ذلك يجسد مقولة (دع الأعمال تتحدث عن نفسها) فيكرس مفهوما مغايرا لسياسة الجعجعة بلا طِحن التي ألفها الناس كثيرا، وأسلوب المدح والمجاملات والتلميع الممجوج. وزير التجارة الدكتور توفيق الربيعة شمر عن ساعده وعمل على تفعيل الدور الرقابي والإشرافي لوزارته فأطلق برامج التبليغ عن الغش التجاري عبر الأجهزة الذكية لتلقي البلاغات والشكاوى، وفرض وضع تسعير السلع ومنع استخدام عبارة "البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل" وقام بتصفية المساهمات المتعثرة فأعاد الأموال لأصحابها ومنهم الأرامل والأيتام. لقد عشنا لسنوات طويلة والمحلات التجارية تتلاعب بنا، وتفرض إرادتها فوق النظام وترفض إعادة السلع المعطوبة والمخالفة للمواصفات، وكذلك بعض وكالات السيارات الرافضة إصلاح أي عيب مصنعي وغيرها من أساليب الغش والنصب والتسويف. أما الآن فقد تغير الأمر بشكل جذري، وتجربتي الشخصية اشتريت ثلاجة أصابها خلل بعد 4 أشهر واتصلت بالوكيل الذي ظل يماطل طيلة ثلاثة أسابيع دون الوصول لحل فقلت اختبر بنفسي تقديم البلاغ للغش التجاري، وتم ذلك بالفعل، وخلال ساعتين تلقيت اتصال وزارة التجارة، وتم حل المشكلة خلال يومين. أتمنى أن يستمر وزير التجارة بتطوير أداء وزارته خصوصا الدور الرقابي وحماية المستهلك ونشر الوعي بالحقوق التجارية واستئصال الغش التجاري وكسر الاحتكار وأن يسعى لتطبيق اقصى العقوبات النظامية على المتلاعبين بحقوق المواطنين.. وحبذا لو قام بقية الوزراء بتقليد الربيعة حتى تكتمل منظومة الجد والمسؤولية كون هذا الطراز والأداء النوعي هو ما نحتاجه كمواطنين، وما يريده الوطن، وهذا النمط من المسؤولين هو من يحمل همّ المواطن ويستشعر مسؤوليته كاملة.. ختاماً أقول: توفيق الربيعة.. "من زمان إنت وينك!"..