حفل افتتاح أولومبياد لندن 2012 كان حفلاً مميزاً ومختلفاً بكافة المقاييس حيث بدأ التحضير للأولومبياد منذ فوز لندن بتنظيم الأولمبياد في العام 2003م، أي قبل الحفل بتسعة أعوام حيث حظي الحفل بمتابعة 4 مليارات شخص حول العالم وتغطية 20 ألف وسيلة إعلام. إن تحدثنا بمزيد من التفصيل عن الحفل فقد شارك فيه 40 ألف مشارك وسبعة آلاف متطوع محترف، ووعد مخرج الحفل داني بويل الفائز بجائزة الأوسكار بشيء مختلف في الحفل، وأوفى بوعده حيث كان الحفل مميزاً ليس لإبرازه تاريخ بريطانيا وفنونها وثقافتها ودورها التاريخي في قيادة العالم فحسب بل بالاستعدادات الاحترافية المميزة والتنفيذ المتقن ودخول الملكة الإليزابيث الثانية للملعب بالقفز من خلال المروحية مع دانيال كريغ الذي مثل شخصية الجاسوس البريطاني الشهير جيمس بوند في سلسلة أفلام (007). كلف حفل افتتاح أولومبياد لندن 27 مليون جنيه استرليني وحقق الحفل مداخيل مالية تقدر بقيمة 11 مليون جنيه استرليني بينما حقق الأولمبياد مداخيل مالية للاقتصاد البريطاني تقدر ب10 مليارات جنيه استرليني فضلاً عن مداخيل مالية للسياحة تقدر ب2.1 مليار جنيه ولم تجد الصحافة العالمية إلا الإشادة بروعة ودقة وإتقان التنظيم فضلًا عن الأفكار المبتكرة في كل ما يخص حفل الافتتاح لاسيما أسعار التذاكر والتي كان فيها سعر الدرجة الممتازة بقيمة 2012 جنية إسترليني لتتوافق مع سنة الأولومبياد. أسوق مثل استعدادات أولومبياد لندن لأننا بحاجة إلى المزيد من المداخيل المالية من السياحة لتخفف الاعتماد على اقتصاد النفط ولزيادة تأثير السياحة في الناتج المحلي الإجمالي والأهم من كل ذلك زيادة فرص العمل الموسمية للأجيال وزيادة المداخيل المالية لعامة المجتمع من مثل هذه المهرجانات السياحية، فما يتم من تنظيم لمثل هذه المهرجانات والبالغ عددها 42 مهرجاناً يعد جهداً مشكوراً من القائمين عليها ولكنها تتطلب مزيداً من الأفكار المختلفة والاستعدادات المبكرة والاستعانة بخبرات عالمية وزيادة الإنفاق في تصميم البرامج والفعاليات بحسب طبيعة كل منطقة ومزيد من الإبداع في حفلات الافتتاح وتخصيص كوادر متفرغة للمهرجانات تسعى للعمل على المهرجان منذ انتهاء الموسم وحتى ولوج الموسم القادم لتعود تلك المهرجانات بنفع أكبر للوطن ولتبرز غنى مختلف مناطق المملكة بفنونها وثقافتها، وبهذه الطريقة يمكن أن تستقطب جزءاً من المبالغ المالية التي تنفق في السياحة المغادرة والتي تقدر بقيمة 61 مليار ريال وكذلك يمكن أن ترفع من المداخيل المالية من السياحة الوافدة من الأسواق المجاورة كدول الخليج، كل ذلك وأكثر تحققه الاستعدادات المبكرة والتطوير المستمر للفعاليات.