أعلن الجيش اللبناني أمس أنه اتخذ اجراءات "للرد الفوري" على أي "خرق" سوري جديد، وذلك بعد ساعات من قصف مروحية سورية وسط بلدة حدودية متعاطفة مع المعارضة السورية. في غضون ذلك، قتل 60 شيعياً غالبيتهم من المسلحين في اشتباكات مع مقاتلين اسلاميين في بلدة حطلة بدير الزور شرق سورية، ما يهدد بزيادة الحساسية المذهبية في النزاع السوري. وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان ذي لجهة حازمة، وهو نادر الحدوث تجاه سورية، انه "عند الساعة 13:50 من بعد ظهر الأربعاء، خرقت طوافة حربية قادمة من الجانب السوري الأجواء اللبنانية في منطقة جرود عرسال (شرق)، حيث أطلقت صاروخين من مسافة بعيدة باتجاه ساحة البلدة". واضافت "اتخذت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة الإجراءات الدفاعية اللازمة للرد الفوري على أي خرق مماثل"، وأن القصف أدى الى إصابة شخص بجروح وأضرار مادية. ويعد هذا التحذير نادراً في التعامل بين لبنان وسورية التي حظيت لقرابة 30 عاماً بتواجد عسكري ونفوذ سياسي واسع في لبنان. ويتمتع الجيش اللبناني الذي يعاني من نقص في التجهيز، بعلاقة تعاون مع الجيش النظامي السوري. ومنذ بدء النزاع منتصف آذار/مارس 2011، تعرضت مناطق عدة في شمال لبنان وشرقه لقصف مصدره الاراضي السورية، ما استدعى تنديدا من الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي أكد أمس أن القصف المتكرر على بلدة عرسال يشكل خرقاً لسيادة لبنان وحرمة أراضيه، مؤكداً حق لبنان في اتخاذ التدابير الكفيلة بالدفاع عن سيادته وحماية أبنائه وأمنهم وسلامتهم بما في ذلك تقديم شكوى إلى جامعة الدول العربية ومنظمة الأممالمتحدة. وهي المرة الاولى التي يطال القصف السوري وسط عرسال التي قصفت اطرافها مرارا القوات النظامية السورية. واستقبلت البلدة مؤخرا عشرات الجرحى ومنهم مقاتلون، اصيبوا في معارك منطقة القصير الاستراتيجية التي سيطر عليها النظام وحزب الله اللبناني. إلى ذلك، عرض المرصد السوري لحقوق الانسان أمس أشرطة فيديو على موقع "يوتيوب" تظهر "احتفال" المعارضين بمقتل 60 شيعياً. وفي احد هذه الاشرطة، يظهر قرابة 12 مسلحا في باحة منزل. ويقوم أحد المسلحين بكشف جثة، ليظهر وجه شاب مصاب بطلق ناري في الرأس. وفي شريط ثان، يظهر قرابة عشرة مسلحين يرفعون رشاشاتهم عالياً، فيما تظهر بعض المنازل وهي تحترق.