أكد حمادي الجبالي رئيس الحكومة السابق والأمين العام لحركة النهضة أن الصراع نحو رئاسة الجمهورية أصبح مثل الحمى للبعض والهاجس الذي يؤرق جميع الأحزاب السياسية، مشيرا الى ان قضية السلطة ليست من ضمن اولوياته، ومغادرته سابقا رئاسة الحكومة خير دليل على ذلك. وأن موقفه من الترشح الى رئاسة الجمهورية لم يتحدد بعد. وأكد أنه لن يقبل الترشح الى منصب رئاسة الجمهورية الا اذا كان رئيس الجمهورية القادم مستقلا وبعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة لحزبه، وأن يعمل لمصلحة الوطن، ويتحرر من العقلية الحزبية، مشيرا الى انه سيتشاور مع حركة النهضة في مسألة ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة من عدمها. كما أكد الجبالي في تعليقه على الوضع الحالي في تونس أن المؤسسة الأمنية والعسكرية تتعرض لمزايدات سياسية ودعا جميع الأطراف الى الابتعاد عن استهداف كلا المؤسستين وعدم الزج بهما في الصراعات السياسية، مؤكداً ان الدولة بكل مؤسساتها لن تقبل بمن يحمل السلاح في وجهها داعيا الى التصدي الى كل من يهدد سلامة الأمن العام للبلاد مهما كان توجهه. واستنكر الجبالي اقحام المؤسسة العسكرية في هذه الصراعات، وقال ان من يعمل على ذلك يسعى الى بث الفوضى في البلاد.من جهة أخرى قال العميد مختار بن نصر الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني في رده على الانتقادات الموجهة للمؤسسة العسكرية "اتقوا الله في العسكريين والأمنيين وحاولوا عدم الاتجار بدماء الشهداء منهم والذين ضحّوا بأنفسهم". وقال بن نصر "من يروّج لمثل هذه الإشاعات لا يقل خطورة عمّن يزرع الألغام في جبل الشعانبي" مبيّنا أن المؤسستين العسكرية والأمنيّة تتعرضان لحملة موجهة ضدّ قياداتها. وأكد العميد بن نصر أنّ وزارتي الدفاع والداخليّة غير مسيّستين هدفهما الدفاع عن التراب التونسي بعيدا عن كل التجاذبات.وفي سياق آخر أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع أنّ الوحدات الأمنية (جيش وحرس) وعلى إثر انفجار اللغم الأخير الذي أودى بحياة عسكريين وإصابة آخرين بجروح تمكنوا من إلقاء القبض على شخصين الخميس الماضي، الأوّل مشتبه في تزويده الجماعات الارهابيّة بجبل الشعانبي بالمؤن، والثاني له صلة بهم، خاصّة بعد تأكد الوحدات الأمنية أنّ من تسلّل ووضع اللغم في المسلك الذي أصاب السيارة العسكرية هو من أحد السكان. وأوضح أنّ عمليّة الشعانبي الأخيرة كشفت عن مخطّط لتكوين خلايا في جبال خمير بولاية جندوبة وجبل بوقرنين، مشيراً إنّه من غير المستبعد وجود خلايا نائمة لهذه المجموعات. وقال العميد بن نصر أنّ المؤسسة العسكرية لا تشكو من نقص في المعدّات أو الامكانيات عكس ما يروّج له رغم الاعتداء الكبير على المعدّات الأمنيّة، مؤكّدا أنّ الجيش التونسي مرجع في القضاء على الارهاب بشهادة الأمم المتحّدة ونجح في 17 مهمّة أمميّة أصعب من التي تحدث في جبل الشعانبي.