على الرغم من قرب النرويج الجغرافي والثقافي من السويد والدنمارك وعلى الرغم من تميز المسرح النرويجي، فأبو المسرح الحديث وأحد أساطين المسرح "هنريك ابسن" هو نرويجي، لكن النرويج لم تكن يوماً ذات حضور قوي ومستمر على الساحة السينمائية. إلا أن 2012 تعد سنة مميزة لهذه السينما حيث رشح فيلم نرويجي Headhunter لجائزة أفضل فيلم أجنبي في جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام والتلفزيون "البافتا" ورشح الفيلم النرويجي الثاني (كون تيكي-Kon-Tiki) لجائزة أفضل فيلم أجبني في جوائز الأوسكار. يكفي أن نذكر أن النرويج تاريخياً نجحت خمس مرات فقط في الترشح للأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي بالأفلام التالية: فيلم Nine lives (1957) فيلم The Pathfinder (1987) فيلم The Other Side of Sunday (1996) وفيلم Kon-Tiki(2012). ثور هيردال ويعد فيلم كون تيكي الأضخم إنتاجاً في تاريخ السينما النرويجية حسب ما ذكرت مجلة هوليوود ريبورتر، حيث بلغت تكلفة الفيلم خمسة عشر ونصف مليون دولار أمريكي. ويروي الفيلم للمخرجين جواتشين رونينج واسبن ساندبيرج قصة المكتشف النرويجي والباحث الأنثروبولوجي ثور هيردال (قام بدروه بال سفير فالهايم هاجن) الذي أبحر من أمريكا الجنوبية عام 1947م إلى جزر بولينيزيا الفرنسية برَمَث (أي خشب مشدود إلى بعضه البعض على شكل لوح شراعي) أسماه كون تيكي ليثبت نظريته بأن سكان بوليونيزيا قد يكونوا نازحين من أمريكا الجنوبية في ما قبل حقبة كولومبوس فيما النظريات التي كانت في وقته تقول بأن سكان الجزيزة هم من المهاجرين القادمين من الغرب. وبما أن العلماء ينكرون إمكانية إبحار قبائل بطرقهم البدائية من أمريكا الجنوبية إلى الجزيرة. اتبع هيردال نفس الطرق البدائية مع خمسة من الباحثين ممن قبلوا أن يكونوا معه وأبحر من بيرو إلى بولينيريا وهو الذي لا يعرف السباحة وليست لديه خبرة في البحار. وكان عليه مع رفاقه مواجهة العواصف وأسماك القرش ومخاطر المحيط بذلك السطح الخشبي مستعينين بنفس الطرق البدائية للشعوب التي سبقتهم ب 1500 سنة. الفيلم تقليدي في طريقة سرده للأحداث وباستثناء القصة الملهمة والموسيقى التصويرية الجميلة والأداء الجيد بشكل عام وخاصة أداء هاجن، فلا يمكن المقارنة بينه وبين فيلم آخر صور في نفس السنة يروي أجواء المغامرات البحرية, فجماليات الصورة التي رأيناها في فيلم "حياة باي" والذي أنتج في نفس العام، تجعل المقارنة لا تصب في صالح كون تيكي أبداً. يبقى أن نشير إلى أن الفيلم النرويجي الوحيد الذي حصل على جائزة الأوسكار هو الفيلم الوثائقي كون تيكي Kon-Tiki (والذي يروي القصة الحقيقية لنفس الفيلم الروائي الذي يحمل نفس العنوان) وقد فاز بالجائزة في عام 1950. والفيلم أخرجه هيردال نفسه وقام بالمونتاج له أولي نورديمار الذي تسلم الأوسكار عن عمله في الفيلم. وبذلك يكون "كون تيكي" هو فرس الرهان الرابح الذي أوصل النرويج مرتين إلى قوائم الأكاديمية الأمريكية. لقطة من الفيلم