قد يكون اسم "ماريون كوتيلارد" غير معروف لدى الناس سابقاً، ولكنه منذ أن أطلق عرض فيلم "Vie en rose. La" في مهرجان برلين قبل سنة من الآن حتى أصبح اسماً بارزاً يتكرر في المناسبات السينمائية الكبرى. في حفل توزيع جوائز الأوسكار 2008، وما أن صعدت تلك الجميلة على المسرح لتستلم أوسكارها لأفضل ممثلة رئيسية حتى أصبح جميع متابعي السينما في العالم يعرف "كوتيلارد" كثاني ممثلة أجنبية في فيلم أجنبي تفوز بالأوسكار، بعد صوفيا لورين. وكل تلك الجوائز التي أتت قبل الأوسكار، من غولدن غلوب وسيزار وبافتا، جاءت تكريماً لها عن أدائها في فيلم "Vie en rose. La" وتجسيدها لشخصية المغنية "إيديث بياف". كل من شاهد الفيلم، وهو يعرف قبل ذلك جيداً كيف تبدو كل من إيديث بياف وماريون كوتيلارد، سيصاب بشيء من الذهول، من قدرة كوتيلارد على تلبّس بياف بطريقة متقنة تنبئ بقدوم ممثلة قديرة ستكتسح أخبارها وأفلامها القادمة الصحافة الفنية حول العالم، أول تلك الأخبار ما ذكرته صحيفة "فارايتي" الفنية عن مقابلة قديمة للممثلة تشكك فيها بالرواية الأمريكية لأحداث 11سيبتمبر الإرهابية، لكن ذلك الخبر الذي أعيد نشره بعد فوزها بالأوسكار تذكيراً للجمهور الأمريكي، يبدو بأنه لم يؤثر كثيراً على المخرج والمنتج الأمريكي "مايكل مان" الذي وقع اختياره عليها لتقوم بدور البطولة في فيلمه القادم "Public Enemies" مع جوني ديب وكريستيان بيل. لكن هذا المشروع الذي ينتمي لأفلام الجريمة وإن كان مشجعاً، إلا أن مفاجأتها السارة هي مشاركتها القادمة في "Nine" وهو الإعادة الأمريكية لتحفة فيلليني "8" الذي سيشاركها فيه تمثيلاً أفضل ممثلي أمريكا الأوربيين، من خافيير بارديم وبينولبي كروز انتهاءً بصوفيا لورين، لتصبح كوتيلارد آخر المنضمين لتلك الفئة من الممثلين الأوربيين الذين ما أن يبرز نجمهم في فيلم غير أمريكي حتى تتم أمركتهم في الحال. لكن من هي كوتيلارد قبل أن تمثل في "Vie en rose. La"؟.. ولدت ماريون عام 1975لأب مسرحي ولأم تُدرّس الدراما، وقفت وهي صغيرة على خشبه المسرح ثم التلفزيون وأخيراً دخلت عوالم السينما في التسعينيات، وبعد أدوار متفرقة عرفها الجمهور الفرنسي جيداً عام 1998في الجزء الأول من الثلاثية الشهيرة (تاكسي - taxi) لكن النقاد لم يلتفتوا إلى موهبة "كوتيلارد" إلا في العام 2001في فيلم "Pretty Things" حيث قامت بدور توأم، إلا أن أول أفلامها الناجحة نقدياً وجماهيرياً كان عندما طلت على الجمهور الأمريكي في رائعة تيم بورتن big fish بدور صغير جداً. لتشارك بعدها بعام مع الفرنسي الشهير جان بيير جونيه في فيلم "A Very Long Engagement" لتفوز بجائزة أفضل ممثلة مساعدة في جوائز السيزر الفرنسية، بعد تلك النجاحات المتوالية قدمت في عام 2005ستة أفلام، أشهرها التعاون مع ابيل فيريرا في فيلم "mary"، ولتقدم أيضاً أربعة أفلام عام 2006أهمها فيلم ريدلي سكوت "a good year". بعد ذلك اكتفت في 2007بتقديم دورها الخالد في "Vie en rose. La" الذي سيسرع كثيراً في مسيرتها الفنية عالمياً، لتصبح كوتيلارد آخر أجمل الأشياء التي قدمتها فرنسا للسينما العالمية.