لابد أن المتابعين لحركة سوق الأسهم خلال الأيام الماضية لاحظوا إصرار شركة (سابك) على نفي مشاركتها في تكلفة مشروع شركة (اللجين) لإنتاج مادة البولي بروبلين عن طريق ضخ 421 مليون ريال في هذا المشروع وجاء نفي (سابك) بناء على طلب هيئة سوق المال بالرغم من أن الرئيس التنفيذي لشركة اللجين المهندس مروان نصير أكد أنه تباحث بجدية لا تقبل الشك مع كبار مسؤولي (سابك) بشأن مساهمتها بنسبة 15٪ من تكلفة المشروع وفي ضوء استغراب الرئيس التنفيذي لشركة (اللجين) من نفي (سابك) وتأكيده على تصريحاته ل «الرياض» بادرت هيئة سوق المال بممارسة ضغوطها على شركة (اللجين) لنفي وجود مشاركة من قبل (سابك) في تكلفة المشروع. ونحن بدورنا تعودنا في حالات كثيرة عند صدور (نفي) لبعض الأخبار بأن نعتبره (تأكيدا) خاصة وأن هيئة سوق المال تركز على قضية (نفي) الأخبار التي تنشرها الصحف المحلية في الفترة الأخيرة ولكننا نقول للهيئة (ما هكذا تورد الإبل) لأنه لا يخفى على كبار المسؤولين القائمين على الهيئة ان دور الصحافة مكمل وهام للدور الذي تقوم به الهيئة تجاه المتعاملين مع سوق الأسهم فالصحافة لن تتوقف عن نشر أخبار عقود المشاريع الجديدة للشركات وتوقعات تطورات زيادة رأسماليها لأن هذا هو دور الصحافة تجاه حركة الاقتصاد المحلي في الفترة الحالية ولا يمكن للهيئة حتى وإن مارست دور (التخويف) و(الترهيب) نحو الشركات المساهمة بأن تسحب البساط من بين يدي (صاحبة الجلالة والسلطة الرابعة). وقبل أن تهيمن هيئة سوق المال كبعبع مخيف للشركات المساهمة وتمنعها من الإدلاء بالتصريحات الصحفية قبل المرور على شاشة التداول للحصول على الاذن والسماح كانت وزارة التجارة والصناعة قد مارست دوراً مشابها قبل نقل صلاحيات (الهيمنة) إلى هيئة السوق المالية قبل عدة سنوات عندما أصدرت قرارا بمنع الصحفيين من حضور اجتماعات الجمعيات العمومية للشركات المساهمة ولكن القرار كان حبرا على ورق لأن بعض الصحافيين تملكوا عشرين سهما كانت كفيلة بأن تسمح لهم كمساهمين في حضور الجمعيات العمومية ونقل ما يدور فيها للقراء المتعطشين لمعرفة ما يدور خلف الكواليس في الشركات المساهمة خاصة تلك التي تحقق خسائر عاما تلو الآخر. وما أحوجنا نحن رجال الصحافة والاعلام لأن نتكاتف مع الجهات المسؤولة مثل هيئة سوق المال ووزارة التجارة والصناعة لحماية صغار المستثمرين في سوق الأسهم من شائعات منتديات الانترنت وما يؤدي ذلك من خسائر لهؤلاء المستثمرين الصغار الذين اندفعوا نحو تداول الأسهم في الآونة الأخيرة اندفاع الثيران نحو مصارعيها حاملي الراية الحمراء. وايضا لن نتوقف كصحافة اقتصادية مسؤولة ورزينة عن توعية صغار المستثمرين وحمايتهم من عمليات نصب واحتيال جديدة مثل التي حدثت في ضياع مليارات المدخرات في قضايا بطاقات سوا ولحوم المرعى ودلعو وغيرها التي أصبحت من الأمور المألوفة التي ينشر عنها قضية جديدة صباح كل يوم.