يا مزنةٍ غرا من الوسم مبدار اللي جذبني من بعيدٍ رفيفه تومر على كل المفالي بالامطار وتصبح بها خدان قومي مريفه غب الحيا فاحت بها ريح الازهار متخالف النوار مثل القطيفه ترعى بها قطعاننا سر وجهار وترعى بها الشقحا النشاش الضعيفه ترعى بضل الغوش حماية الدار وتقطف زهر مرباعها مع مصيفه لما غدا فوقه من الني مقدار من الشحم صارت ردومٍ منيفه قطاعننا ما ترتعي دمنة الدار ترعى زهاريف السهال النظيفه لا عرضوا دونه كثيرات الأشوار من دونها نروي الغلب والرهيفه ماهي حكايا مسردٍ عقب ما نار اللي نكس واطراف رمحه نظيفه نطعن لعين اللي من الذود معطار غباقة الضيفان عجلٍ عطيفه الا ومع هذا لك الله لنا كار عن جارنا ما قط نخفي الطريفه وندمح ونرفا زلة الجار لو جار ونضحك حجاجه بالعلوم الطريفه ونرفا خمالة رفية العش بالغار ونجعل له النفس القوية ضعيفه ولا نبدي الخافي الى صار ما صار يفلج قصير البيت لو بان حيفه ونكرم اسباله حق شيمه ومقدار لا من ولد اللاش شح برغيفه ونرفع مقامه زود كارٍ على كار حتاه يشكر والخساره خفيفه نبغيه يذكر ما جراله وما صار وكلٍ بجيرانه بعيد الوصيفه ولا بدها ترجع سواليف واذكار وتبقى لدسمين الشوارب وظيفه أحدٍ على جاره بختري ونوار واحدٍ على جاره صفاةٍ محيفه قلته وانا ربعي كريمين واخيار للضيف والجيران الانفس لطيفه ألين من الماهود واحمى من النار وحريبنا لو هو بعيدٍ نخيفه خطو الولد مثل النداوي الى طار يشهر الى ما شاف جول الرعيفه يرجي العشا من مخلبه كل صقار الصيرمي وان بار خطو الهديفه يضرب حراوي صيدته خبط واطيار وصيده سمين ولا يصيد الضعيفه وخطو الولد مثل البليهي الى ثار زودٍ على حمله نقل حمل أليفه يشبه هديب الشام قواد الاقطار يصبر ولو كانت حواله رهيفه وخطو الولد ناشي على طفية النار بين الخلايق شوفته شوف جيفه وخطو الولد يا مال قصاف الأعمار لا نافعٍ نفسه ولا منه خيفه الى بخصته ما سوى ربع دينار صفرٍ على عودٍ تضبه كتيفه يا الله يا المعبود عاون هل الكار ولا تجعل الشده عليهم كليفه الشاعر: جاء عند الربيعي في مقدمة النص "مما قال محمد النجدي من الصقور" وجاء عند الحاتم"مقحم الصقري...سنة 1260ه"وجاء عند لويحان أنه (عبدالله النجدي العنزي) وسماه الفهيد (مقحم النجدي من الصقور من عنزة) وهو الأصح فالشاعر هو مقحم النجدي الصقري من العمارات من عنزة من أهل القرن الثالث عشر الهجري. دراسة النص: ورد في كثير من المصادر واختلفت الروايات في عدد أبيات النص وفي ترتيبها وبنظرة سريعة نجد أنه جاء الربيعي في خمسة وثلاثين بيتاً وفق الترتيب الذي أوردته، وجاء عن لويحان في عشرة أبيات فقط، وجاء عند الحاتم ومنديل الفهيد في تسعة وعشرين بيتاً تختلف في ترتيبها وفي بعض أبياتها عما جاء عند الربيعي، وهذا يدل على تدخل الرواة في بعض الأبيات لذا نلاحظ تكرار بعض القوافي، ولعل في قادم الأيام نخصص موضوعاً لتحقيق النص، وقد اشتهر النص باسم (شيخة القصيد) كون القصيدة تضمنت قيماً عربية سامية عن حسن الجوار وإكرام الضيف والحث على مكارم الأخلاق وتميز الرجال من خلالها، وقد بدأ الشاعر قصيدته مناجياً تلك السحابة البيضاء المستمطرة في بواكير الوسم الأولى وقد شد انتباهه وميض البرق فيها ويتمنى أن يعم مطرها جميع المراعي فتصب الماء صباً ويكون بسببها ربيع ديار قبيلة الشاعر، وقد جعلنا نشم معه روائح الأزهار البرية الذي عجت به الرياض في اليوم التالي للمطر ويشبه ألوان نوار النبات في الأرض بألوان القطيفة التي يتماوج فيها الأصفر والأبيض والأحمر والأخضر، وفي هذا الربيع سترعى قطعان الإبل الخاصة بقبيلة الشاعر تحت حمايتهم لا يخشون عليها بل وستمكث إلى وقت الصيف دلالة على كثرة العشب حتى ان الناقة ضعيفة البنية سيتراكم عليها الشحم ويصبح لها سنام ضخم شامخ وقد اعتادت إبلهم أن ترعى نبات السهول الطيبة المرعى وإن كان فيها خطر فهم قادرون على حمايتها وكل ذلك من أجل تلك الناقة التي تدر الحليب الوافر للضيوف وقد اعتادوا أن لا يخفوا الولائم عن جارهم بل يدعونه إليها ويعفون عن تجاوزات الجار ويحرصون على إصلاح أخطائه من أموالهم ويعاملونه بأدب واحترام ويكبتون غيظ أنفسهم ويظهرون له التودد ولين الجانب والمحبة بل ويرون أن الحق معه دائماً وإن كان متعدياً ويكرمونه عندما يشح الرجل الحقير برغيف الخبز كناية عن وقت اشتداد القحط والشح فهم يكونون كراماً مع جارهم ويوقرونه حتى يغادرهم عزيز لا يذكر عنهم إلا كل فعل جميل، وهذا هو ما يبقى خالداً تناقله الناس في أحاديثها فمن الناس من يكون طيباً مع جاره أشبه ما يكون بالنبات ذي الرائحة والمنظر الطيب أو يكون شيئاً أشبه ما يكون بالصخرة القاسية الملساء، ويمتدح قومه الكرماء الأخيار الذين يبدون اللطف في تعاملهم مع الضيف والجار ويشبههم بالملابس اللينة الملمس ولكنهم في نفس الوقت أشبه بالنار على الأعداء وتخشى صولتهم وان بعدت ديارهم، ثم يتحدث عن أنواع الرجال فهناك رجل أشبه بالصقر الحر الذي اعتاد الصيد لذلك يعلق عليه الصقارون آمالهم في الحصول على سمان الطرائد ويتجنبون سواه من طيور الرخم، كما أن هناك رجلاً أشبه بالجمل الضخم القوي الذي يحمل ما يوضع عليه بل ويحمل حمل جمل آخر ويسميه (هديب الشام) وهو الجمل الذي يوضع عليه المحمل في مقدمة قافلة حجيج الشام، كما ان هناك من الرجال من لا نفع فيه ولا يخشاه غيره وهو في حقيقته لا يساوي شيئاً بل اشبه بحديدة النحاس التي تربط مع الأعواد، ثم أن الشاعر يدعو الله أن يكون في عون الكرماء المحافظين والمراعين لحقوق الضيف والجار. منديل الفهيد مخطوط قصيدة النجدي