على الرغم من القوة السياسية التي يحظى بها آصف علي زداري "الذي يقود حزب الشعب الباكستاني" للوصول إلى منصب رئيس الجمهورية عبر الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 6من سبتمبر المقبل، فلا زالت هناك احتمالات في أن يشهد زرداري منافسة قوية على منصب الرئيس حال قيام حزب الرابطة الإسلامية (مجموعة القاعد - الذي يملك 54مقعداً في البرلمان الاتحادي و 37مقعداً في مجلس الشيوخ) بتأييد الشخصية المرشحة من قبل من حزب الرابطة "مجموعة نواز شريف" الذي يملك 91مقعداً في البرلمان الاتحادي، كما أن جماعة علماء الإسلام التي تملك 5مقاعد في البرلمان الاتحادي و 18مقعداً في مجلس الشيوخ سوف تؤيد المرشح نواز شريف. ويتوقف الأمر عند تأييد حزبي الرابطة الإسلامية (مجموعة القائد) وحزب جماعة علماء الإسلام للمرشح الرئاسي من قبل حزب نواز شريف، وهذا الاحتمال وارد على الرغم من قيام حزب الرابطة (مجموعة القائد) بترشيح مشاهد حسين سيد لمنصب رئيس الجمهورية، وفي حال إصرار هذا الحزب على ترشيح مرشحه مشاهد حسين فإنه لن يتمكن من إيصال مرشحه لمنصب الرئاسة بل إنه سيتسبب أيضاً في عدم وصول المرشح نواز شريف إلى هذا المنصب. ويتضح من ذلك بأن (مجموعة القائد) تلعب حالياً مناورة سياسية للدخول في صفقة سياسية إما مع حزب زرداري وإما مع حزب نواز شريف، وسيتضح موقف هذا الحزب خلال الأيام القليلة القادمة. (علماً أن "مجموعة القائد" تمثل المعارضة في البرلمان الحالي" بينما لا تؤيد جماعة علماء الإسلام فكرة ترشيح زرداري لمنصب رئيس الجمهورية). وتتم عملية التصويت للانتخابات الرئاسية في باكستان عبر اجتماع مشترك لأعضاء ست مؤسسات وطنية وهي: @ البرلمان الاتحادي (مجموع الأصوات = 342صوتا) @ مجلس الشيوخ. (مجموع الاصوات = 100صوت) @ 4برلمانات إقليمية وهي ( برلمان إقليم السند، والبنجاب، وبلوشستان، والحدود الشمالية الغربي). وتتم عملية التصويت المشتركة خلال يوم واحد، بحيث يتحقق الفوز بعد فرز نتائج الانتخابات. ويمكن تقييم قوة كل حزب حسب مقاعده (أصواته) في البرلمان الاتحادي والبرلمانات الإقليمية ويتضح بأن زرداري يحظى بالأغلبية في البرلمان الاتحادي بالتعاون مع الحزب العوامي الوطني إذ يبلغ مجموع مقاعدهما في البرلمان الاتحادي 137من أصل 342مقعداً وفي البرلمانات الإقليمية أغلبية ملحوظة، إذ أن هذه الأغلبية يمكنها أن تتقلص حال انضمام حزبي الرابطة (فئة القائد) وحزب الجماعة الإسلامية وتأييدهم لمرشح نواز شريف. ويتوقع أن يتمكن آصف علي زرداري من الوصول إلى منصب رئيس الجمهورية على الرغم من انسحاب نواز شريف، وذلك نظراً لقوته السياسية، إلا أن احتمال ظهور نتائج غير متوقعة للانتخابات الرئاسية أيضاً محتمل. وسيتضح ذلك خلال الأيام القليلة القادمة، ما إذا كان نواز شريف سيلتزم الهدوء، أم أنه سيتمكن من تكوين أغلبية معارضة تتفوق على زرداري خلال الانتخابات الرئاسية القادمة.