"يا ليت أيام مكة كلها عمرة وحج" ربما تختصر هذه الكلمات التي أطلقها البائع سعيد جراحي في متجر لبيع الملابس واقع السعادة التي يعيشها السوق التجاري بأم القرى والذي تهب عليه نفحات الانتعاش التجاري هذه الأيام التي تتزامن مع موسم العمرة. لكن ملامح المشهد التجاري بقبلة الدنيا والذي رصدته الرياض كشف عن ملمح جديد ربما يتضح بجلاء لأول مرة هذا العام وهو انتقال الحراك التجاري من مكةالمكرمة إلى أسواق أخرى وخاصة أسواق منطقة العزيزية التي تعتبر أغلى منطقة استثمارية مكتملة الخدمات التسويقية بعد المركزية التي تحولت إلى منطقة لأداء الصلوات بعد أن فقدت أكثر من 3000 محل تجاري بأسباب إزالة العقارات لصالح توسعة الساحات الشمالية للحرم المكي وتنفيذ المشاريع التنموية الكبرى مثل محطات القطارات التي تلتف حول المسجد الحرام فضلاً عن أن نسبة كبيرة من المعتمرين تفضل المتاجر الخارجة عن نطاق المركزية والتي تقع فيها مجمعات فندقية وتجارية فاخرة بحثا عن السعر الأقل. مستثمرون وباعة تحولوا من مركزية مكةالمكرمة إلى استئجار محلات تجارية قريبة من الفنادق التي يسكنها المعتمرون مثل الششة والعزيزية والجميزة والخريق وشارع أم القرى والروضة وطريق العزيزية الجنوبية ومحبس الجن. جولة الرياض الميدانية كشفت أن نسبة من المعتمرين يفضلون المتاجر المغلقة لارتفاع درجة الحرارة وتوفر المعروض وتعدده. وتشير المعتمرة لمياء خضر مصرية أن التسوق بمكة له مذاق خاص وطعم مميز كونه يحمل الهدية من أطهر بقعة مؤكدة على أن البضائع التي تتوفر في الأسواق ذات جودة جيدة وموديلات حديثة مما يفتح شهية الشراء أكثر مطالبة بالتوسع في إنشاء المطاعم العائلية لخدمة المعتمرين مشيرة إلى أن منطقة العزيزية مثلاُ والتي تستوعب النسبة الأعلى الآن من المعتمرين لا يوجد بها سوى أربعة مطاعم عائلية تفيض بالزحام. ولعل من أسرار الأسواق التجارية بمكة أن إدارات متاجر وأسواق تمنح عمولات لسائقي الحافلات بهدف جلب المعتمرين إليهم ولا أدل على تصوير وسائل الجذب من أن متاجر شرعت في توزيع لوحات دعائية بلغات المعتمرين والتعامل معهم بالدولار مباشرة. ويشير عقاريون إلى أن حاجة مكةالمكرمة إلى أكثر من عشرة أسواق تجارية خلال السنوات الخمس القادمة لتغطية العجز الواضح بسبب إزالة أسواق المركزية القديمة وفي ظل تنامي المدينة السريع واتساع رقعة بناء الفنادق مقابل إزالة أسواق ومحلات تجارية.