أكد عاملون في مجال الحج والعمرة وقطاع الفنادق أن إيران خفضت أعداد معتمريها بنسبة 50 في المئة خلال موسم العمرة الحالي، وهو ما أثر بالسلب في إشغال الفنادق البعيدة عن الحرم المكي التي يفضلها المعتمرون الإيرانيون، في حين زادت معدلات الإشغال في فنادق المنطقة المركزية إلى أكثر من 80 في المئة. وأوضح رئيس لجنة السياحة في الغرفة الصناعية التجارية بمكةالمكرمة وليد أبو سبعة أن العمرة هذا العام أقوى من العام الماضي، وتبلغ نسبة الإشغال في فنادق المنطقة المركزية بين 75 و 80 في المئة. وقال في حديثه إلى «الحياة»: «خلال شهري جمادى الأولى ورجب تعاني فنادق المناطق البعيدة من المنطقة المركزية مثل الششة والعزيزية من نسبة إشغال ضعيفة، وتبلغ نسبة الإشغال نحو 10 في المئة، لأن غالبية من يسكنون الفنادق البعيدة عن المنطقة المركزية هم الإيرانيون وعددهم هذا العام أقل من العام الماضي». وذكر أن سبب ضعف إقبال الإيرانيين لموسم العمرة لهذا العام جاء بناءً على طلب الحكومة الإيرانية التي خفضت عدد المعتمرين بنسبة 50 في المئة من 700 ألف إلى 350 ألف معتمر، موضحاً أن 70 في المئة من المعتمرين الإيرانيين يسكنون فنادق خارج المنطقة المركزية، وهذا يؤثر إيجابياً في نسبة إشغالها، ويعود اختيارهم لهذه الفنادق لأنها أرخص. واستبعد أن تأثر أعمال التوسعة في الطاقة الاستيعابية، لأن الفنادق الجديدة تسعُ أكثر من الفنادق التي تمت إزالتها في الأعوام العشرة الأخيرة، إذ دخلت مناطق كثيرة في منطقة الخدمة مثل الششة والعزيزية والنزهة، وغالبية من يشغل فنادقها الأتراك والإيرانيين الذين يبحثون عن الفنادق الرخيصة. من جانبه، قال عضو اللجنة الوطنية للحج والعمرة أحمد جعفر باجعيفر ل«الحياة»: «إن المعتمرين يواجهون معوقات، أهمها أعمال الهدم في المنطقة المركزية، ومشكلات الطيران في الحجوزات، وقلة وعي المعتمرين وتركيزهم على أشهر معينة في العام، على رغم أن باب العمرة مفتوح طوال العام. ورأى أنه لم تعد توجد في مكة منطقة مركزية، لأن مشاريع التوسعة أسهمت في تفتيت الكتلة المركزية من خلال الارتداد إلى الخلف على بُعد 2000 متر، «وبإمكاننا هذا العام استيعاب 6 ملايين معتمر، في مقابل 5.2 مليون معتمر العام الماضي». أما رئيس لجنة الحج والعمرة سابقًا سعد القرشي، فأوضح أن عدد المعتمرين هذا العام زاد بنسبة 20 في المئة، متوقعاً أن يصل إلى 10 ملايين معتمر خلال الأعوام المقبلة، مشيراً إلى أن أعداد المتخلفين بعد أداء العمرة تراجعت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة كثيراً، مطالبًا بأن تستوعب الصالة في مطار جدة الجديد هذا العدد الضخم من الحجاج والمعتمرين، إذ إن أكبر عائق يواجه المعتمر هو ضيق مساحة الصالة في المطار حالياً. وعما إذ كانت عملية إزالة الكثير من الفنادق تقلل من استيعاب العدد الضخم من الزوار والمعتمرين، أكد القرشي أنه يوجد في مكة من الأبراج ما يكفي لهم، إذ يبلغ عدد الفنادق فيها ألف فندق، مشيراً إلى أن نسبة إشغال الفنادق هذه الأيام راوح بين 70 و80 في المئة في المنطقة المركزية، في حين تراجعت بمعدلات كبيرة في المنطقة التي تلي المنطقة المركزية، التي سَتّشغل بنسبة 100 في المئة خلال شهري شعبان ورمضان. من ناحيته، أشار المستثمر في قطاع الفنادق بمكةالمكرمة فهد فايز الوذيناني، إلى أن القطاع يعاني من ركود خلال الفترة الحالية، على رغم أن موسم العمرة جيد منذ بدايته، لكن هذه الفترة يوجد ركود بسبب الاختبارات في غالبية دول العالم. ورأى أن نسب الإشغال لا تتعدى 70 في المئة، والتوسعات في المناطق القريبة من الحرم وأعمال الإزالة قللت الطاقة الاستيعابية للفنادق، لكن تبقى نسبة إشغالها فوق 80 في المئة، في حين تبلغ ما بين 40 إلى 45 في المئة في المنطقة التي تلي المنطقة المركزية. ولفت الوذيناني إلى أن أعمال التوسعة أدخلت مناطق أخرى في خدمة المعتمرين هذا العام، مثل منطقة الششة والجميزة والجرول، وحققت هذه السنة نسبة إشغال قدرها 50 في المئة مقارنة بالعام الماضي التي تراوحت بين 20 إلى 30 في المئة». وبين أن أعمال التوسعة زادت أسعار الفنادق في المنطقة المركزية بنسبة 15 إلى 20 في المئة».