الحياة رحلة تبدأ منذ الولادة وتنتهي عند الوفاة. وتشبه الحياة رحلة في قطار لا نعرف أحياناً إلى أين يسير، بل إننا أحيانا نسير مع القطار ونفرح أو نحزن عند كل محطة.. تزداد حاجاتنا وتزداد نفقاتنا ولكن الإنسان لا يشبع، وربما لا يقنع !!. وتدور بنا عجلات القطار، وربما نعتقد أن ذهابنا في القطار هو غاية وليس وسيلة، ونستغرق في رؤية المشاهد والصور التي يمر بها ذلك القطار، فننسى أن نتعلم، وننسى أن القطار سرعان ما يقف!! وحياة الإنسان ما هي إلا هذه الرحلة التي يقطعها الإنسان في سنوات يعد فيها أيامه ولياليه، ويعيش تجارب الحياة وأحداثها ولكن القطار يقف.. وينزل الإنسان تاركاً كل ما أنجزه وكل ما قدمه لنفسه وللآخرين.. ينزل الإنسان في محطته الأخيرة لا يملك شيئاً غير ما قدمه من خير وتقوى، لا يملك إلا العمل الصالح وتقوى الله في السر والعلن.. ويركب الإنسان أحياناً قطاراً لا يوصله إلى المحطة التي يريدها، بل يذهب به بعيداً إلى المحطة الخطأ، وهو أمر يمكن أن يحدث أحياناً. وعندما ينظر الإنسان بعد فترة من الزمن يجد نفسه غريباً ويركب قطاراً غريباً يسرع به إلى مكان غريب، وهكذا فإنه يندم على ما فعله، لأنه يرى أن كل شيء حوله لايعطيه المعنى الحقيقي لحياته ووجوده. العمل الذي يزاوله لا يرضي طموحه، والأصدقاء الذين اختارهم لا يشعر بقربهم ولا بدفء مشاعرهم، والأعداء الذين يحاربهم ليسوا اعداءً، والمكان الذي يعيش فيه ليس المكان الذي يشعر فيه بالراحة بل هو كومة من الرمال المتحركة. ومع إدراك الإنسان بأنه قد ركب القطار الخطأ ومع صدمة الإحساس بأن كل شي خطأ، ربما يفكر الإنسان أن يقفز من القطار، ويخرج إلى أرض الله الواسعة، يقف ليتأمل ما حدث، ينظر إلى كل شيء في الكون ليرى أن كل شيئ خلقه الله بإتقان، فالكون فيه ملايين المجرات، وبلايين النجوم وكل شيء يتحرك في هذا الكون بانتظام وحكمة الخالق العظيم. كل ما نراه في هذه الحياة لا يحدث إلا بحكمة حتى أوراق الشجر لا تسقط إلا بحكمة.. كل شيء قدّره الله تقديراً، ولا يمكن أن يحدث أي شيء إلا بإرادته سبحانه وتعالى.. إذاً لماذا يركب بعض الأشخاص القطار الخطأ ؟ّ! إن ذلك يعود إلى أنهم يسلكون الطريق الخطأ، لأن أفكارهم هي التي تقودهم إلى القطار الخطأ.. وإذا توكل الإنسان على خالقه العظيم، وأعمل تفكيره في إيجاد الطريق والهدف من حياته ووجوده، عند ذلك لن يركب القطار الخطأ.. أما إذا ركب القطار الخطأ، فإن الفرصة يمكن أن تعود أكثر من مرة ليعود الإنسان إلى الطريق الصحيح، وفي القطار الذي يؤدي إلى المكان الصحيح. وعندما يشعر الإنسان بأن الله معه في السر والعلن، ولن يكون هذا إلا بالإيمان العميق بأن كل شيء في هذه الحياة يحتاج إلى وضوح الهدف وسلامة النية والتوكل على الله في كل مراحل حياته ووجوده..