الروح تعشق التغيير وكل جديد وخاصة في تغيير الأماكن، فهي تفرح القلب وتسعد النفس وتبهجها، فمع ضغوط الحياة وروتينها ومشاغلها لا بد للنفس من فسحة ولو لبعض الوقت كي تلتقط انفاسها، ولكي تعاود مشاغلها واعمالها بشغف وحماس. ما اسعدنا نحن بهذه السياحة والتنقل من مدينة لأخرى لكن المحزن والمؤلم هل فكرنا نحن بالمعوقين وما يعانون من مصاعب ومشاكل جراء اعاقتهم خاصة ذوو الإعاقة الحركية، احدى الزميلات المقربات لدي معوقة حركياً امراة في العقد الثالث من عمرها، ذكية جدا ذات شخصية جذابة وحضور مميز، تحدثت معي بماتعاني هي وغيرها من المعوقين سوى في مدينتها او اثناء السفر والترحال فهي تقول اصبحت اكره السفر واكره الخروج من باب منزلي بسبب الصعوبات التي اعاني منها وتقول عندما نذهب للمتنزهات نضطر للرجوع باكرا لعدم وجود دورات مياه مناسبة لنا ايضا اثناء السفر معظم الفنادق والشقق المفروشة مداخلها غير مهيأة لمرور الكرسي المتحرك ولا يوجد بها ممرات خاصة بهم. حتى اذا وفقنا للدخول لبعض هذه الشقق نجد انه من الصعب وجود دورات مياه مناسبة لنا وايضا والحديث لها، المطاعم التي لا تكن في الدور الأرضي غير مهيأة لنا بمصاعد مناسبة. وقس على ذلك الشاليهات والشواطئ والمنتجعات وو... الخ التي حرموا منها الا يكفي اعاقتهم وما تسببها لهم من بؤس والم، حتى تصعب عليهم الحياة الخارجيه بعدم الاهتمام باحتياجاتهم كمواطنين في هذا البلد الكريم وكأنهم غير موجودين. واعود الى حديث زميلتي العزيزة وهي تحدثني بحرقة عن تجربتها الشخصية في ابها لقد صعدت التلفريك بعيني فقط لأن مدخل التلفريك مدرج وغير مهيأ للمعوقين واحرجت من ان يحملني احد وحتى لا اكون اضحوكة لآخرين وصمتت واغرقت عيناها بالدموع. الا يكفينا هم اعاقتنا حتى نظلم ايضا في الترفيه والسياحة. واخيراً: اتمنى من الهيئة العامة للسياحة والآثار ان تهتم بهذه الفئة وذلك بتذليل الصعوبات وتسهيل امورهم من خلال وضع الأساسيات المهمة لهم في كل مكان وكل منطقة سياحية ومنذ بدء المنشأة كأحد الشروط المهمة في تأسيسها وفتحها، وهذه من ابسط حقوقهم المهمة علينا في الحياة ولكي يعيشوا برضى وطمأنينة وراحة نفسية كغيرهم. إضاءة: الألم ليس في الإعاقة.. إنما في إعاقة الإعاقة.