ضرب الإعصار محاسن صباح الخميس سواحل جنوب بنغلادش حيث تم إجلاء مئات آلاف الاشخاص فيما تتواصل الجهود في بورما المجاورة تحسبا لوصوله الى منطقة شهدت اعمال عنف طائفية العام الماضي. وقال شمس الدين احمد نائب مدير هيئة الارصاد الجوية في بنغلادش "حل الاعصار محاسن على ساحل باتواخالي قرابة الساعة 9,00 صباحا بالتوقيت المحلي (3,00 تغ)". وقال احمد "ليس اعصارا عنيفا جدا ولم تشتد قوته خلال المرحلة الاخيرة من رحلته قبل ان يضرب الساحل" موضحا ان مركز الاعصار يقع في خليج البنغال وسيضرب سواحل شيتاغونغ ثاني مدن البلاد بعد الظهر. وافادت السلطات ان رجلا قضى غرقا في احدى المناطق الساحلية. وكانت دكا اعلنت في وقت سابق اجلاء اكثر من 800 الف شخص الى الفي ملجأ اقيمت ضد الاعاصير اكثر من 75% منها تتعلق بسكان منطقة شيتاغونغ الاكثر تعرضا للعواصف والاعاصير بحسب مسؤول الادارة المحلية محمد عبدالله. واكد المسؤول "لدينا ما يكفي من المواد الغذائية والادوية والمعدات في هذه الملاجئ". غير ان محمد محراج الدين المسؤول المحلي في جزيرة نيجوم دويب (جنوب) قال ان العديد من القرويين رفضوا الرحيل خشية ان تسرق مواشيهم. وتتوقع الاممالمتحدة ان يطاول الاعصار في المنطقة الحدودية اكثر من ثمانية ملايين شخص. من جهتها سعت السلطات البورمية ايضا في الايام الاخيرة للاستعداد لوصول الاعصار وخططت لاجلاء اكثر من 166 الف شخص من ولاية راخين معظمهم من مسلمي اقلية الروهينجيا الى مساكن موقتة، بحسب الارقام الصادرة عن الوزير المكلف شؤون الرئاسة اونغ مين. غير ان الوضع يبقى متوترا جدا في المنطقة بعد المواجهات التي جرت فيها بين البوذيين من اتنية الراخين ومسلمي الروهينجيا والتي اوقعت حوالى 200 قتيل عام 2012 ولا تزال ولاية راخين تعد حاليا حوالى 140 الف نازح يتكدسون في مخيمات بائسة. واصطدمت عمليات الاجلاء بمقاومة شديدة وسط اجواء من الريبة حيال قوات الامن، بحسب ما افاد فريق لوكالة فرانس برس في المنطقة. وقال ثان وين (38 عاما) وهو من نازحي مخيم اونداو قرب سيتوي عاصمة ولاية راخين "عائلتي هي الان في قرية". وتابع ان "بعض النازحين لا يثقون في السلطات.. يخشون ان يتم نقلهم الى مكان اخر بدون ان يتمكنوا فيما بعد من العودة" موضحا ان بعض الرجال ارسلوا زوجاتهم واطفالهم وبقوا في المنطقة للسهر على املاكهم. واضاف "ما يقلقني الان هو الطعام". وذكرت صحيفة نيو لايت اوف ميانمار انه تم اجلاء سبعين الف شخص واكدت الصحيفة الرسمية ان "الدولة تهتم بالضحايا على اساس انساني بدون اي تمييز عرقي او ديني" مستبقة اي انتقادات بعدما اتهمت منظمات اجنبية السلطات بالتواطؤ في اعمال العنف العام الماضي. وابدت الوكالات الانسانية مخاوفها حيال قدرة السكان الفقراء على مواجهة الاحوال الجوية المتردية. وقال جيف رايت مدير عمليات الطوارئ في منظمة وورلد فيجن "ان نوعية المساكن الهشة تعني ان السكان لا يحظون بحماية جيدة" مضيفا "غالبا ما تدمر المنازل او تصاب باضرار جسيمة في عواصف كهذه وتتراجع سبل العيش". وسبق ان شهدت البلدان اعاصير عنيفة. ففي تشرين الثاني/نوفمبر 2007 ادى اعصار الى مصرع 3300 شخص وفقدان 800 ونزوح 8,7 ملايين في بنغلادش. في حين ادى اعصار ضرب دلتا ايراوادي في بورما في 2008 الى مصرع وفقدان 138 الف شخص.