تواصل فرق الانقاذ البحث عن 58 مسلماً من الروهينجيا، بعد انقلاب قارب كان يقلهم في خليج البنغال قبالة سواحل بورما هروباً من الاعصار محاسن، الذي كان يقترب من المنطقة مهدداً اللآلاف الذين يعيشون في مخيمات موقتة. وكان القارب الذي غرق بعد ان اصطدم بصخور في ممر مائي ساحلي ليل الاثنين الثلاثاء، واحداً من سبعة قوارب تحمل المسلمين الروهينجيا، الذين حاولوا الفرار الى مناطق اكثر ارتفاعا من معسكر في بلدة باوكتو في ولاية راخين، طبقاً للتلفزيون الرسمي. وقال التلفزيون ان "عملية الانقاذ مستمرة لأن 58 شخصاً ما زالوا مفقودين". وادى اقتراب الاعصار محاسن الى عمليات اخلاء جماعية في ولاية راخين حيث يعيش نحو 140 الف شخص في خيام او في مساكن مؤقتة بعد موجتين من العنف الدموي بين البوذيين والمسلمين العام الماضي. وذكرت دائرة الارصاد البورمية ان "الاعصار يتوجه الى خليج البنغال على بعد نحو 510 كلم من مدينة سيتوي عاصمة الولاية تصحبه رياح بسرعة 100 كلم في الساعة، متوقعة ان يصل الخميس الى الاراضي بالقرب من الحدود بين بورما وبنغلادش". ويحتمل ان يؤدي الاعصار الى تدهور الازمة الانسانية في الولاية والناجمة عن موجتين من اعمال العنف الدينية القاتلة في حزيران/يونيو الماضي التي ادت الى مقتل نحو 200 شخص وتدمير منازل عشرات الالاف. وفي جنيف حذر المتحدث باسم وكالة اللاجئين التابعة للامم المتحدة من ان ملايين الاشخاص الذين يعيشون في المنطقة يمكن ان يتاثروا بالاعصار، وقال ان نحو 69 الف نازح في ثلاثة مواقع معرضون للخطر بشكل خاص. وقال جهاز الاغاثة من الكوارث في رابطة اسيان ان مخيمات باوكتو تأوي 17 الف نازح و"معرضة بشكل خاص" للاعصار، مضيفا ان المخيمات المقامة على حقول الارز ستغرق عند هبوب اية عاصفة. وانتشر الخوف من الاعصار الوشيك في المخيمات. وقال مونغ مونغ من الروهينجينا في مخيم ثيشونغ القريب من سيتوي لوكالة فرانس برس "نحن نصلي في المخيم ان لا يضربنا الاعصار. لقد عانينا بما فيه الكفاية". وتردد ان بعض الروهينجيا رفضوا مغادرة المخيمات في مؤشر على تزايد انعدام الثقة في جيرانهم الراخين ومن قوات الامن". وقال شخص اخر من الروهينجينا "لا نريد ان نرحل الى مكان اخر في هذا الطقس. افضل لنا ان نبقى هنا ونموت". وجرى نشر عناصر من الجيش البورمي للمساعدة على اخلاء الاشخاص الاكثر تعرضا للخطر. ولكن بعض المراقبين الدوليين قالوا ان الجهود جاءت متاخرة للغاية بعد اشهر من التحذيرات من الخطر المحدق بالمخيمات من الامطار الموسمية لهذا العام. وقال براد ادامز مدير منظمة هيومن رايتس ووتش في اسيا "اذا اخفقت الحكومة في اخلاء الاشخاص المعرضين للخطر، فان اية كارثة ستحدث لن تكون من صنع الطبيعة بل من صنع البشر". واعادت هذه التحذيرات الى الذاكرة الاعصار نرجس الذي دمر دلتا ايراوادي في بورما في ايار/مايو 2008 وادى الى مقتل نحو 140 الف شخص. وحذرت السلطات في بنغلادش من ان الاعصار يمكن ان يضرب المنازل الساحلية في البلاد، الا انها لم تصدر امرا بالاخلاء لسكان منطقة شيتاغونغ المنخفضة التي يسكنها نحو 30 مليون شخص. كما تعيش في البلد المسلم مجموعة كبيرة من اللاجئين الروهينجينا ويقدر عددهم بنحو 300 الف شخص يعيش العديد منهم في مخيمات ساحلية على الحدود مع ولاية راخين. وقال مسؤول من منطقة تضم عددا من هذه المخيمات، ان "السلطات تستخدم مكبرات الصوت لتحذير سكان الجزيرة والساحل من العاصفة". وكان الاف الروهينجينا فروا من بورما في قوارب مهترئة ومكتظة منذ اندلاع العنف في ولاية راخين. وقتل العشرات منهم في الرحلة الخطرة جنوبا باتجاه تايلاند وماليزيا.