الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد: حدثت أبنائي وأبنائهم عما كنا عليه في هذه البلاد الكريمة قبل سبعين سنة وذكرت لهم أن الجدول اليومي للغالبية العظمى من السكان تبدأ قبل الفجر بساعة يترتب صلاة الفجر والريوق (أو الفطور) وهو غالبا تمر وماء أو إقط وماء والعمل في الحقل أو الرعي أو التجارة بين المدن أو الاحتطاب وكيف كانت النفوس راضية والأرواح متوالفة والقلوب صافية وينتهي اليوم بعد صلاة العشاء مباشرة وكيف أن الناس يتفقدون بعضهم في المدينة عند تغيب أحدهم عن الصلاة فأعجب أحد الأبناء وتمنى أن تعود الأيام تلك وقلت له اللهم لا؟! فتعجبوا من ذلك وقلت ما ذكرته لكم هو الجانب الإيجابي من تلك الأيام وأما السلبي فحدث ولا حرج جوع وقلة ذات اليد ومرض موسمي كالجدري يكاد أن يفرغ المدن من السكان وكم من بيت أغلقت أبوابه على ساكنيه بعد موتهم دون وارث وحدث عن السفر وقطاع الطريق (الحنشل) واستخدام الدواب في التنقل وطول السفر وقلة الزاد ولكن أقول اللهم اجمع الايجابيات المذكورة قديما مع رغد العيش الذي نعيش تحت راية حكم أسسه الملك عبد العزيز على شريعة الإسلام والعدل والمساواة وسيحافظ عليه أبناؤه أقول ذلك بمناسبة الزيارة الكريمة من أمير الرياض ونائبه لمحافظة ضرماء.