صدر عن سلسلة كتاب المجلة العربية كتاب بعنوان (السيرة لعبة الكتابة) للكاتب خاليد طحطح، الذي أبان فيه عن حقيقة علم البيوغرافيا والتي تعني ترجمة سيرة شخص ما يقوم بها كاتب استناداً إلى وثائق مكتوبة وإلى روايات شفوية من ذويه وأصدقائه، وهو ما يعرف أيضاً بالسيرة الغيرية التي تترجم سيرة مفصله ولعلم من الإعلام. يقول المؤلف: إن كتابة البيوغرافيات التاريخية اليوم أضحت أكثر جاذبية وشعبية ورواجاً، وأصبحت نوعاً متميزاً من الكتابة والتفكير في التاريخ، وعلى مستويات متعددة، فمع التفتح الحاصل في العلوم الإنسانية والاجتماعية برزت كتابات جديدة متعددة وخصبة أهمها السير الجماعية والسير المتوازية والسير المتقاطعة والسير الفكرية وسيرة الحياة وسيرة الناس العاديين، ويمكننا أن نتتبع العديد من أصناف كتابة السيرة المختلفة المداخل في ظل بروز مسارات جديدة بدأت في الظهور مع تطور الأبحاث التاريخية والأنتربولوجية. وقد عرف البيوغرافيا في التراث الإسلامي في مثل كتاب (سيرة ابن هشام) التي دونت سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكذلك "سيرة أحمد بن طولون" التي كتبها ابن الداية، كما ذكر طحطح أن هذا الفن أخذ في الازدهار حينما بدأ الاهتمام بالحياة الشخصية لرواة الحديث كطريقة علمية فخرج علم الجرح والتعديل. أما على المستوى المحلي فقد كتب في هذا الفن الأديب عزيز ضياء كتاباً عن حمزة شحاتة اختار له عنوان (حمزة شحاته.. قمة عرفت ولم تكتشف) وما كتبه الأديب أحمد عبدالغفور عطار عن الأديب العملاق العقاد، وما صنفه الأديب عبدالله الجفري حينما أخرج كتاباً بعنوان "الزيدان زوربا القرن العشرين". أما الكتاب الذي بين أيدينا فقد قسمه المؤلف إلى أربعة فصول، تناول الأول مراحل تطور الكتابات البيوغرافية، في حين ضم ثاني الفصول الانفجار البيوغرافي وحمل الفصل الثالث نماذج من البيوغرافيات الجديدة، فيما جاء الفصل الأخير مبرزاً خصائص الكتابات البيوغرافية الجديد إلى جانب خاتمة الكتاب.