عندما يقف أيّ عملٍ كان أمام عواصف من التهبيط والتقليل وفقاً لمعطيات تخيلية مبنية على تحليلات غير دقيقة ظاهرها الخوف من فشل هذا العمل وباطنها العمل بشكل أو بآخر على إحباط أيّ بوادر نجاح قد يحققه لأسباب بعيدة عن الواقعية فربما ينتهي هذا العمل قبل أن يبدأ، ولكن الوقوف أمام هذه العواصف بكل شجاعة والاستمرار في العمل وفق خطة مرسومة للوصول للهدف المنشود مع وضع حلول لكيفية تخطي هذه المعوقات هي في نهاية الأمر من سيصل بالعمل إلى النجاح الذي تأمله وتطمح إليه. إدارة الاتحاد الحالية برئاسة محمد فايز مرّت في عملها خلال الموسم الحالي بكثير من المعوقات التي وقفت أمامها بكل شجاعة غير آبهٍ بما يُحاك حولها من المكائد التي لا يريد من ينسجها النجاح لها واضعة نصب عينها تنفيذ أجندة عملها وفقاً لما تراه مستنيرة برأي بعض الشرفيين المطلعين على بواطن الأمور داخل النادي والتي أيدتها وأخذت على يدها في كثير من القرارات التي اتخذتها طالما أنها تصب في مصلحة المستقبل، صحيح أنها وقعت في جملة من الأخطاء في طريقة إدارتها كنتاج طبيعي لتركة عشوائية وجدتها أمامها كنتاج طبيعي لتعاقب الفكر الإداري المتنوع الذي تمثّل في وجود أربع ادارات في أقل من ثلاث سنوات كل إدارة لها فكر يختلف عن الأخرى! النجاح النسبي الذي حققته الإدارة من قراراتها الأخيرة التي وجدت تندراً وتقليلاً وتشكيكا وقدحاً وردحاً بعدما أطلقوا عليها "إدارة الشورما" استهزاءً بتصريح الرئيس الشهير الذي تم تفسيره وفقاً لموقف الضد، وذلك بعد قرارها الشجاع بالاستغناء عن جيل ذهبي سابق حقق كل شيء ويستحق التقدير وتوقفت عجلات إبداعاته منذ مواسم عدّة وإتاحة الفرصة بالكامل لجيل ذهبي شاب أبهر المتابعين في كأس الأبطال أمام وصيف بطل الدوري ، صحيح أنّ طموح الاتحاديين ليس في الفوز على فريق بطل كالهلال وهم الذين اعتادوا في السابق تحقيق البطولات مثنى وثلاث ورباع في كل موسم ولكنها خطوة تصاعدية مهمة تستحق عليها إدارة الفايز الإشادة كخطوة أولى في الاتجاه الصحيح من الطبيعي أنّه سيتبعها خطوات أهم واكبر فما يزال للوقت متسع لتحقيق ذلك المهم أنها أنهت الربع الأول من فترتها الرئاسية بنجاح. صحيح أنّ المادة وقفت حائلاً أمام عملها في عامها الأول ولم تمكنها من أظهار الفريق بصورة أفضل وتحديداً على مستوى العنصر الأجنبي ولكن من يعلم عن التركة الثقيلة غير المعلنة التي وجدتها أمامها يدرك مدى صعوبة الموقف ومع ذلك لم يدب اليأس داخل مخططها واستمرت بدعم المخلصين من أعضاء الشرف والجماهير الاتحادية العاشقة بالعمل رغم ضغوطات المطالبة بالرحيل وقامت بتهيئة جيل جديد كامل يمتلك الموهبة والحيوية والروح لتكون بدايتها من خلال البطولة الكبرى بصورة مختلفة بروح مختلفة رغم افتقاد الصغار للعنصر الأجنبي المؤثر إلاّ أنها أعادت للأذهان الاتحاد الحقيقي وتفوقوا على أنفسهم وكسبوا تعاطف المحايدين في أولى خطواتهم، وإن لم يصلوا إلى مرحلة متقدمة من هذه المسابقة فإن هذه الخطوة المهمة طمأنت محبي الكيان على مستقبل مشرق.