لم يكن الوصول النصراوي إلى نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال سوى ثمرة من ثمار العمل المنظم، الذي بدأ يدب في أوصال النادي منذ منتصف الدور الثاني من الدوري، لإصلاح شيء من الأخطاء الإدارية والفنية الجسيمة التي أقصت النصر من بطولة الدوري باكرا وتلاها بطولة كأس ولي العهد، غير المستويات الهزيلة الذي ظهر به لاعبو النصر منذ بداية الموسم، إلى ماقبل الجولات الأخيرة من الدوري . وتمثل عودة النصر في هذا الوقت بالذات، وفي هذه البطولة الكبيرة (حتى ولو لم تكتب له) استهلالا مهما لموسم مقبل ومميز، في بيئة عملية منظمة ستجني ثمار نجاحها عاجلا أم آجلا . لقد اثبت لاعبو النصر بانتصارين مستحقين على الشباب بطل الدوري ذهابا وإيابا مستوى ونتيجة، ثم تجاوز الحصان الأسود للدوري الفتح بعد موقعتي الشباب التي رمى فيها مدرب النصر بكامل أوراقه الفنية، أنهم كانوا بحاجة للقرب الإداري والالتفاف الشرفي، وهو ما كان حاضرا في الفترة الأخيرة عندما أصبح رئيس النصر يتواجد بالقرب من لاعبيه في التدريبات وفي المباريات الرسمية، ولم يكن من مهام أي رئيس ناد يوما أن يتواجد على دكة فريقه في المباريات، حتى يقال انه كان قريبا من اللاعبين، ولكن القرب الأهم هو الاهتمام والتقدير الذي جسده الرئيس النصراوي مع لاعبيه أخيرا بعد أن عاني الفريق فراغا إداريا في بداية الموسم، مع تعدد التغييرات والخيارات في الأجهزة الإدارية والفنية، وتزامن ذلك مع تحقيق نتائج مميزة، أعادت الالتفاف الشرفي الداعم الذي حضر في وقته المناسب، متفاعلا مع ارتفاع مستويات اللاعبين وحضورهم الفني الرائع، وهو كذلك ما أعاد تفاعل جماهير النصر في المدرجات. مايحتاجه الفريق النصراوي الآن هو الاستقرار الإداري والفني، فالجهاز الفني بقيادة الكولومبي ماتورانا وجد الثقة الكاملة من الإدارة النصراوية لموسمين مقبلين، وهذا بالضبط مايحتاجه النصر بعد معاناة طويلة، مع تعدد الأجهزة الفنية التي لاتحقق استقرارا ولا تفرز نتائج مميزة بتعددها وتأثيراتها السلبية على استقرار العمل الفني، الذي كان النصر ولايزال بحاجته. جماهير النصر تنتظر عودة فريقها للواجهة كما هو الآن، أكثر من انتظارها لبطولة عابرة، لان العمل الإداري والفني المميز والحضور المتألق للاعبين، وتكامل متطلبات الفريق الفنية منذ بداية الموسم، كلها عوامل سوف ستساهم في عودة النصر إلى البطولات، والى المنافسة القوية على الأصعدة كافة، فكما الهدف يتبعه أهداف فالانتصار يجلب الانتصارات والبطولة تتلوها بطولات.