انتقد خبير اقتصادي عالمي المبالغة التي استخدمها الإعلام الغربي خلال الأشهر الماضية في وصف إنتاج الغاز والزيت الصخري الأمريكي الذي اعتبر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستتخطى المملكة في الطاقة الإنتاجية للنفط لتصبح أكبر منتج للنفط في العالم، ما يجعلها قد تستغني عن نفط الشرق الأوسط وتكتفي ذاتيا خلال السنوات القليلة القادمة بعد اكتشاف تقنية التكسير الهيدروليكي التي تمكنها من استخراج الغاز والزيت الصخري. وقال البرفسور روبرت أيريس خبير اقتصاديات الطاقة والتقنية وأستاذ علوم التعدين بجامعة بنسلفينا الأمريكية في "فوربس" إن هناك مبالغات كبيرة في الطرح الإعلامي لدى تناول إنتاج النفط والغاز الصخري في الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي اتخذ منحى الدعاية أكثر من وصف الواقع، مشيرا إلى أن الحماس للغاز الصخري مرده إلى تقرير قديم نشر من قبل أحد رؤساء الشركات الغربية وتبنته في الآونة الأخيرة وكالة الطاقة الدولية دون التمحيص في صحة البيانات الجيولوجية. وقال البرفسور أيريس إنه وفقا للمسوحات الجيولوجية العقلانية فإنه من المرجح أن لا تتعدى كميات الزيت الصخري القابلة للاستخراج من اراضي الولاياتالمتحدةالأمريكية 4.3 مليارات برميل وهي كميات تكفي الاستهلاك الأمريكي لمدة ستة أشهر فقط وهو ما يعكس المبالغة الكبيرة لوصف الاحتياطيات القابلة للاستخراج من التكوينات الصخرية التي تحوي الغاز والزيت غير التقليدي في الأراضي الأمريكية. وأشار إلى أن الإنتاج الأمريكي من النفط وصل أو اقترب من ذروة الإنتاج لكون حقول النفط تنضب بمعدل 7% سنويا وهو ما جعل الولاياتالمتحدة تبحث عن مصادر بديلة وتفكر جديا في استغلال الاحتياطات غير التقليدية من الغاز والزيت الصخري رغم الصعوبات التي تحيق بعمليات الإنتاج، كما أن عملية النضوب تتم بسرعة أكبر لحقول النفط والغاز الصخري، إذ إن معدلات النضوب تصل إلى 69% في السنة الأولى و39% في السنة الثانية و26% في السنة الثالثة وهكذا يضمحل الإنتاج حتى تصبح الحقول غير مجدية اقتصاديا. واعتبر أن عمليات إنتاج الغاز والزيت الصخري أمامها عقبات كبيرة في الوقت الراهن من أهمها تكاليف الإنتاج، حيث تصل تكلفة البئر الواحدة إلى 4 ملايين دولار، وكثرة الآبار التي يتطلب حفرها للقيام بعمليات التكسير الهيدروليكي وكميات المياه التي يتوجب ضخها، بالإضافة إلى المواد الكيميائية السامة التي تستخدم لفتح مسامات الصخور لإطلاق الغاز أو الزيت الصخري، وهو ما يشكل هاجسا بيئيا كبيرا سواء على مستوى التكوينات الجيولوجية في باطن الأرض والمياه الجوفية أو المياه التي يتم استرجاعها وتتطلب معالجة خاصة قد يصعب تحقيقها بصورة تلائم المعايير البيئية.