كل عام نحتفل فيه بذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه، نقف لنتأمل مسيرة خير مباركة بين قائد وشعبه، مليئة بالحب والولاء، ومليئة بالعطاء والخير، فعهد خادم الحرمين الشريفين عهد خير ونماء، وعهد تطور ونمو اقتصادي واجتماعي غير مسبوق. فخلال هذه السنوات الثماني التي مضت، تغيرت خارطة المشاريع التنموية في البلاد، وازدهرت البنية التحتية للخدمات العامة بشكل مذهل، ونمت المشاريع الاقتصادية بشكل متسارع، مما دفع باقتصاد المملكة إلى مكانة متقدمة بين اقتصاديات العالم. إن المملكة اليوم تعيش في عهد خادم الحرمين الشريفين مرحلة اقتصادية مزدهرة، كفيلة بأن تضع المملكة على أولى عتبات الدخول إلى العالم المتحضر، والفاعل ي الحراك الاقتصادي العالمي، وليس أدل على ذلك من دخول المملكة لمنظمة دول العشرين كأول دولة عربية تحقق هذا الإنجاز. لقد وظفت الوفرة المالية الحالية التي تعيشها المملكة منذ قرابة العقد من الزمان في بناء المرافق العامة، وتوسيع الخدمات، وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين بشكل أثر في المشهد العام في المملكة من خلال مستوى صرف يتم بسخاء كبير، وسيؤتي ثماره على المدى القريب. إن التركيز على التنمية البشرية هي أحد أوجه السياسة الحالية التي تعمل بها المملكة في هذه المرحلة، وهي سياسة حكيمة سيكون لها انعكاساتها الايجابية على المدى البعيد، وستمكن المملكة من الاعتماد على الكوادر الوطنية، وستمكن الفرد من المساهمة الفاعلة في الإنتاج، وفي المساهمة في التنمية. إن ذكرى البيعة كلما احتفينا بها كل عام، نجد أن ذلك العام يحفل بالانجازات والمشاريع التي تفوق العام الذي قبله، مما يوثق للتاريخ حجم الانجازات في عهد خادم الحرمين الشريفين، فعهده حفظه الله عهد محبة وخير وعطاء، حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسدد على طريق الخير خطاه.