لم تمر ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين طوال السنوات الماضية دون ان يكون لكل عام سجل من الإنجازات التي تتجاوز الزمن . ولهذا فان ذكرى البيعة ، مناسبةِ محفورة بأحرفٍ من ذهب في قلب كل مواطن، إنها الذكرى السادسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين وتوليه مقاليد الحكم في هذا الوطن الغالي .. هي مناسبة لن ينساها كل أبناء الوطن فيها جدد المليك -حفظه الله - عهداً أرساه المؤسس -رحمه الله – تمثل في المضي قُدماً في بناء الدولة الحديثة، وهو نهج سار عليه أبناؤه الملوك، وصولاً إلى هذا العهد الزاهر الذي أصبح المواطن فيه رأس الرمح في كل خطط التنمية الاقتصادية، والمستهدف الأول بالاستفادة من خيرات هذا الوطن، ولذلك لم نستغرب أن كانت رسالة المليك لمواطنيه في يوم بيعته الأولى إنكم في القلب، وأنا واحد منكم سأعمل جاهدا من أجلكم وأسال الله أن يعينني على ذلك " .. إنها كلمات تقاصرت عبرها المسافات وأصبحت في ظلها العلاقة بين القلوب، لتتفجر خيرات الوطن وتنتشر مشاريع البناء الوطني والاقتصادي والتنموي عبر مناطق المملكة المختلفة، لتدخل بلادنا مرحلة جديدة في تاريخها وتحقق انجازاتٍ اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة وضعتها في مصاف الدول الكبرى. لقد كان عهد خادم الحرمين الشريفين عهد إنجازات يحق لنا نحن في قطاع الأعمال أن نفاخر ونعتز بها، ذلك أنها حققت لنا من الخير الكثير وفتحت آفاقاً جديدة على صعيد التنمية ، حيث كان استهداف البنية الاقتصادية مرتكزاً أساسياً في مسيرة التنمية الشاملة التي أصبح المواطن فيها المحور الهام في بناء الدولة الحديثة، ولذلك كانت الاعتمادات المالية المدعومة بقرارات سامية لدعم المشاريع الخدمية والتعليمية والصحية والإسكانية في كل مناطق المملكة الحبيبة، ولذلك يحق لنا أن نفاخر بهذه المشاريع العملاقة التي تقف شاهدة على خير هذا العهد، حيث شهد اقتصاد المملكة العديد من الإنجازات التنموية بفضل تواصل مسيرة الإصلاحات التي بدأها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ، وهي التي عززت مكانة المملكة الاقتصادية والتجارية والسياسية حيث احتلت خارجيا مركزاً اقتصادياً مرموقاً بين دول العالم، وتنضم إلى مجموعة العشرين، معلنة بذلك قدرتها الاقتصادية، وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، لتصبح شريكاً استراتيجياً للدول المتقدمة اقتصادياً، ومشاركاً فاعلاً في وضع الاستراتيجيات الاقتصادية التي تحقق النمو والتنمية لاقتصاديات العالم. لقد تسارعت عجلة التنمية الاقتصادية في عهد الملك عبدالله -أيده الله - بوتيرة عالية وانعكست آثارها في مشاريع تقاطرت خيراتها على المواطن، كما تواصلت مسيرة الانجازات الاقتصادية عطاءً، لنشهد في هذا العهد أداء اقتصاديا متميزا ، تمثلت نتائجه في زيادة معدلات النمو الاقتصادي العام الماضي، إضافة إلى زيادة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي، واحتلال المملكة المرتبة الحادية عشرة عالميا في تنافسية الاستثمار، وكل ذلك يؤكد تطور مسيرة التنمية في البلاد، كما أن إعلان المملكة عن ميزانيتها التاريخية في هذا العام بحجم إنفاق قياسي يبلغ 580 مليار ريال، وذلك بالرغم من الظروف الاقتصادية العالمية، يؤكد عزم القيادة -حفظها الله -على المضي في برامج التنمية لإكمال مجموعة من المشاريع المهمة التي بدأ العمل في إنجازها العام الماضي، وهي مشاريع حيوية هامة ، كما شكلت قرارات خادم الحرمين الشريفين الأخيرة منجزا استراتيجيا هاما تناول قضية الإسكان وحلها من خلال بناء نصف مليون وحدة سكنية وزيادة القرض العقاري الى نصف مليون ريال ، إضافة الى فتح مجالات التوظيف وغيرها من القرارات التاريخية . ولأجل ذلك يحق لنا ونحن نحتفل بهذه الذكرى الغالية على النفس القريبة للقلب ، أن نقف لحظة نتأمل فيها ملامح النهضة الحضارية والاقتصادية التي تعيشها مملكتنا العزيزة ، وما تنعم به من خير واستقرار وأمن، ويتحقق لنا في ظلها الكثير من المكتسبات في مختلف مناحي الحياة، سائلين الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين وأن يديم عليه الصحة والعافية، وأن يحفظ سمو ولي عهده الأمين والنائب الثاني،وأن يديم عزّ هذا الوطن وشموخه، وأن يعيد علينا هذه الذكرى العطرة وبلادنا في عز ومنعة . * رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض