لا أعرف كيف يستهلكني هذا الضحى حين تراوغني غيومه، إنه يحاول أن يسرقني من شوق مبحوحٍ لعينك التي يولد الشعراء اليتامى من ضحكاتها، ويستدل النجم بها على تائهين يتهافتون عزَّة عن سؤاله..! ضحًى يشبه قصيدة لم أكتبها بعد حين لم تسمعيها شهقةً تورق في أذنيك برتقالةً خضراء،.وضحكة ملساء تتمدَّدُ بمساحة قدراتك على تلقينها لملائكة الشعر وشياطيني..! أقسم لا أكتبك فيه همًّا..حين كنتِ له حلما، لكنني عصفور تمتزج فيه رعشة البلل وخشية تربص الصياد به فيحمل خوفه بجناحيه ويطيرُ بلا وجهةٍ، يظلّل المارَّة ويبشِّر بالغيم ويطلق بكاءه غناءً، وخوفه تحليقًا..! أكملتُ نصف قصيدة..حين أكملتُ مئة من أقرانها.. ولا تزالين قصيدتي المستحيلة التي لن أكتبها بعد اليوم..! فالقصائد لاتجيد لعبة الاختباء، والأنثى التي لا تكونينها لاتستطيع تحقيق قانون الاستحالة... حين تكتب لي ما يجعلك امرأة مستحيلة، وما يجعلني أول الشعراء الذين يكتبون حين يذنبون ويُبعدون حين يجهدون، ويقترفون حين يعترفون ويعتذرون حين لايُعْذرون.. ويموتون حتى لايولدوا..! إنه باختصار ضحى كفل الشوق حين لم تكفليه واحتملني حين لم تحتمليه وبنى لهذه الكلمات سقفا قبل أن يخدعها الغيم بمراوغاته...! ضحًى.. كزيارةِ سيّدةٍ تتضوّرُ شوقًا تموء احتسابًا وتغتابُ حزني..! ضحًى..كسؤالك عنِّي..! نهارُكَ (فاتنْ ) سماءٌ تداهنْ... عيونكِ نجلاءُ.. جدّي يقولُ بأنَّ العيونَ التي تكتبُ الشعرَ نجلاءَ تلكَ التي تُنبتُ الشوقَ تيها فلا نسأل السوقَ عن أسهم العشقِ فيها.. ... تقولُ الحبيبةُ.. بعد وداعي الأخيرِ... : ( وما طال شَعريْ على لونه الكستنائيِّ... ) لكنّ جدي يقول بأن التي لاترتّبُ غرفتها بينما نستحمّ لها لاتقوم من الحب إلا قليلا... نهاركَ ساكنْ.. يفوز الحصانُ المهجّنُ في الجولة القادمةْ... إذًن ليس من شيمةِ الحزنِ أن يرشوَ الوقتَ من أجلِ سيدةٍ قاتمة..! نهارُك هذي القرائنْ..! 0 تثاءبَ يومي فتحتُ النوافذَ.. جاء ذبولُ السريرِ مثيرًا وكانت زوايا الضحى قائمةْ... ضحًى كعلاقتنا النائمةْ كالعيونِ التي راقصتها البلابلُ في قُبْلَةِ الخاتمةْ...! يااااانهارَ السكينةِ ممساح سيارتي لم يجفّفْ سؤال الحبيباتِ عن وجهتي..! الطريقُ إليها ذبابُ الشتاء..! إنما الأرض للأصدقاءِ... وعذراء صوتِكَ.. تفّاحة الغيب منذ انبعاث القبور تهزّ بجذعكَ يتْساقطُ الحلمُ طفلاً شقيّا...! الطريقُ إليها ظلالُ الفضاء..! ( حبّيتكْ تنسيتِ النوم ) حين أتساءل عنكِ تتهمني اللحظةُ بإفشاء أسرارها، والدقيقة بتقطيع أصابعها، والنساء بالتخفِّي وراء غطاءٍ من قوانين لاتؤمن بملامح الشعراء ولا تحدّد هوياتهم..! هل لمثلي أن لايفتقدك حين نتذاكر الأزمنة والخيول التي تتساقط قبل خط النهاية..؟! .. ليس من الندم افتعال السادية، وليس من الفروسية القفز فوق صهوة النسيان، حين يكون الأمس محملا بالحكايا وموصولا بالغد، وليس من الإباء وهو يتضوّر من عدم الاستطاعة تأجيل الغد حين يعجز عن استقباله...! إذن.. احضري اليوم وغيبي غدًا.. لاحيلة لي إلا تأجيل غيابك.. والتسويف في حزني عليك..!