خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قائد مميز، يعطي حديثه في أي وسيلة إعلامية يظهر فيها أثراً إيجابياً يفوق كل خطط الإعلاميين. تقرأ نقاءه يقترب منك وهو يتحدث بعفوية صادقة، وكأن حديثه موجهاً لك شخصياً، وتشعر أن كلماته تخرج من أعماق قلبه ويحفرها بذاكرتك علامة مميزة للحب الصادق بينه وبين أبناء وطنه. واهتمامه، حفظه الله، بالإعلام هو جزء من اهتمامه بكل جوانب الحياة في هذا البلد، لكنه لم يهتم بالإعلام ليبرز الإنجازات العملاقة التي تمت في عهده، التي تحتاج إلى مزيد من الجهد لإبرازها، بل كان يركز دائماً في أحاديثه في استخدام الكلمة لتأصيل الثوابت وتعميق الانتماء والمحافظة على الأمن، باعتبار هذه العوامل مجتمعة سياجا قويا يحمي الإنجازات التي تحققت منذ أن وحد الملك عبدالعزيز، رحمه الله، هذا الوطن. لقد شهدت المملكة العربية السعودية خلال السنوات القليلة الماضية، كبقية دول العالم، منافسة حادة حملها الفضاء، وأخرى من الإعلام الجديد، لكن التوسع في القنوات الإذاعية والتلفزيونية وارتفاع سقف الحرية في النقاش البناء والاهتمام بالشأن المحلي وطرح قضاياه بشفافية عالية، أتاح لوسائل الإعلام أن تبقى على الساحة أحد الخيارات الرئيسة التي لها حضور جيد على الساحة الإعلامية المحلية والعربية. ثم جاء التوسع في القنوات التلفزيونية والإذاعية، الذي أتاح للمتلقي المحلي أن يجد ما يتوافق مع اهتماماته، وإذا نظرنا اليوم إلى قناة القرآن الكريم نجدها معلماً واضحاً أينما اتجهت في أرجاء العالم تجد من المسلمين من يحدثك عنها. إن تعدد القنوات الإذاعية ودخول القنوات الخاصة والتوسع في القنوات التلفزيونية وميلاد ثلاث هيئات إعلامية وانفصالها عن وزارة الثقافة والإعلام، وتعديل عدد من الأنظمة، وتبسيط الإجراءات الإعلامية، والاهتمام بتنظيم الإعلام الجديد، ووضع لجان متخصصة لضبط المسار الإعلامي والبعد به عن الإسفاف، كل هذه الخطوات دفعت الإعلام خطوات كبيرة إلى الأمام، وأعطت العاملين فيه مساحة للحركة المؤثرة على الساحة الإعلامية. وإذا كنا اليوم نحتفل بالذكرى الثامنة لتولي خادم الحرمين الشريفين، فإننا كإعلامين أكثر تطلعاً للمستقبل وأكثر رغبة في العطاء، وكل ما نرجوه أن يوظف الجميع الكلمة للبناء وأن نستشعر الأخطار المحيطة بهذا الوطن ونجعل من الكلمة لبنة قوية للبناء ونبعدها عن الشحن السلبي الذي يقفز على كل الإيجابيات. * نائب رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون