انفتحت ساحتنا الإعلامية المحلية لقنوات إذاعية جديدة، أضافت آفاقاً أوسع للتعبير، تُضاف للآفاق التلفزيونية التي سبقتها. ومن المهم أن يشتغل القائمون على هذه القنوات على نوعية البرامج التي يقدِّمونها، وألاَّ يقتصر الأمر على الاستثمار، واستقطاب الحجم الأكبر من الإعلانات! نحن لسنا ضد جني الأرباح من خلال القناة الإذاعية أو التلفزيونية؛ فالإعلام في النهاية صناعة، والصناعة لها منطق تجاري، والعمل الاحترافي الراقي لا يتعارض مع الربح، بل العكس؛ فهو يجذب الناس ويجذب المعلنين إذا تم إنتاجه بالشكل المهني الصحيح. أما إذا استمر ملاك القنوات على اعتبار التهريج والإسفاف السلعة الوحيدة الرائجة التي تُدِرُّ الأرباح الطائلة فإننا لن نستفيد من هذه القنوات سوى زيادة أعدادها في الإحصاءات المحلية! في إحدى القنوات الإذاعية الجديدة ظهر علينا أحد المهتمين بالرياضة؛ ليهاجم نجماً سعودياً، ثم ليقول إن الوطن قدَّم الجنسية له!! وبعدما اعتذر عن كلمته هذه انتهى الموضوع، واستمر البرنامج، وكأن شيئاً لم يكن!! فإذا كان هذا هو المستوى الذي ستقدِّمه تلك القنوات فإننا مقبلون على خطر إعلامي شديد. خطر يهدِّد عقول شبابنا وشاباتنا، ويجعلهم يتجهون إلى سراديب مظلمة، تهدد الوحدة التي سخرها الله لنا، ورفع شأننا بها.