ماذا يُسمى من يعين المتسللين عبر الحدود وينقلهم بسيارته خفية لقاء حفنة من دراهم وهو يعرف حق المعرفة خطورتهم على أمن الوطن؟؟ وما هي صفة من يقبل رشوة لقاء غض الطرف عن تهريب مخدرات تفتك بعقول شبابنا وتُدمّر مستقبلهم؟؟ ثم ماذا نقول عمّن يسرّب معلومات أو وثائق أؤتمن عليها ويقوم بنشرها عبر الانترنت لإثارة الفتنة وتأجيج السخط والغضب لدى العوام والسذّج؟؟ وماذا نقول عمن تستّر بثمن بخس على وافد يلعب باقتصاد الوطن ويتحكّم بعمليات البيع والشراء و يتلاعب بالأسعار كيفما شاء هذا غير تكوين لوبيات أجنبية للسيطرة على محلات التجزئة والبقّالات؟ إذا لم تكن (الخيانة) هي الوصف الدقيق والمناسب لكل من يمارس تلك الأفعال فما هي التسمية المناسبة إذاً؟؟ إن الخيانة أقذر أنماط السلوك المنحرف فالخائن غير أمين ومن لا أمانة له لا يمكن الوثوق به حتى على أولاده وأهل بيته. الخائن يمارس خيانته خفيةً لهذا يقوم بفعلته وهو مُدرك بسفالتها لهذا لا يتوانى على الطعن من الخلفً. إنما طعن الوطن غدراً ضرره اشمل وأعم بسبب كثرة المتضررين. يقول المثل الصيني "من السهل تجنّب الرمح ولكن ليس السيف المخبوء". الرمح لا غمد له فهو شاهر ظاهر يمكن مواجهته والحذر منه بينما السيف المخبوء في الغِمد أو تحت العباءة يمكن استخدامه على حين غرّة دون مواجهة، وكذا الخيانة لا تنجح إلاّ في الخفاء بعيدا عن الأعين كما هي لدغات حيّة التبن غير الظاهرة. أرجو ألاّ يأتي من يُبرر فعل الخيانة ويلصقها زوراً بالظروف المعيشية وقسوة الحياة وما يسمى بالفساد وصعوبة البحث عن لقمة العيش بشرف وغيرها من الأعذار البليدة. أبداً.. مهما كانت المبررات لا يمكن قبول فعل الخيانة ولا وجود الخائنين. في كثير من المجتمعات المعوزة بل الفقيرة جداً تجد الناس أكثر تمسكاً وولاءً لأوطانهم ولا يمكن قبول أو ممارسة الخيانة هناك حتى ولو كانت الرقاب تحت المقاصل. بجانب الخونة وهم (قلّة) هُنالك الأوفياء (الكثرة) بهؤلاء تشمخ الأوطان وتسمو. لكم التحيّة والحب والتقدير يا شُرفاء بلادي .