كشفت الندوة الاقليمية الثانية لمكافحة المخدرات وتبادل المعلومات والتي تختتم فعالياتها اليوم بالرياض عن ان حجم التجارة العالمية بالمخدرات تراوح العالم الماضي بين 800 – 900 مليار دولار مقابل تجارة التسليح وتجارة الحديد، وبلغ حجم كمية الهروين حوالي 7800 طن ، وحجم الكوكايين 1200 طن. وكشف الأمير بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس فريق التحكيم السعودي في تصريحات صحافية عقب ترؤسه احدى الجلسات عن ان هناك منظمات دولية ودول تقف خلف استهداف المملكة بالمخدرات وتدمير شبابها وهدم استقرارها. وقال سموه في رده على سؤال ل "الرياض" ان العقوبات التي تطبقها المملكة في حق المهربين والمروجين للمخدرات بأنها رادعة وتتم عبر عدة مستويات من تعزيرية والسجن الى القتل، وباتت تأتي ثمارها. من جهته، قال رئيس شؤون الوحدة الدولية في هولندا فرانز تراوتمان ان التعريف بالمخاطر الصحية لتعاطي المخدرات أمر ضروري ولكن ليس كافيا لتغيير السلوك، مشيرا الى ان انشطة الوقاية المنفصلة او الضيقة ليست فعالة بالقدر الكافي. جاء ذلك في ورقة عمل قدمها امس خلال جلسة احدث البرامج الوقائية والعلاجية في خفض الطلب على المخدرات. وركز في ورقته على طرح بعض المفاهيم الرئيسية لسياسة المخدرات في هولندا والتي يمكن ان ينظر اليها باعتبارها حجر الزاوية للنظام الهولندي للوقاية والعلاج من المخدرات. وأشار إلى أن نقطه الانطلاق لقوانين المخدرات الهولندية هي ان مشكلة المخدرات هي في المقام الاول مشكلة صحية وبالتالي فان وزارة الصحة هي المنسق لقوانين المخدرات. واكد ان الهدف الرئيسي من هذه القوانين هو منع وقوع الضرر على المستخدمين الاشخاص وعلى محيطهم الاجتماعي وعلى المجتمع ككل. في حين اشارت الدكتورة مارغريت ان هاميلتون استشارية في مؤسسة استراليا لمكافحة المخدرات في ورقة قدمتها ان التكاليف المادية على المجتمع الاسترالي جراء الكحول والتبغ وغيرها من المخدرات خلال 2004-2005م بلغت 56 مليار دولار بما في ذلك تكاليف النظام الصحي والمستشفيات وفقدان الانتاجية في العمل وحوادث الطرق والجريمة. وبينت ان النهج الشامل الذي تسترشد به الإستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات في استراليا يشمل خفض الطلب لمنع الاستهلاك وتشجيع الناس على العلاج من الإدمان والاندماج بالمجتمع والحد من توريد المخدرات وتنظيم قوانين الادوية المشروعة وتقليص الأضرار الصحية والاجتماعية والاقتصادية. الى ذلك قال الدكتور وديع معلوف منسق مشاريع مكتب الاممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وهو خبير في خفض الطلب على المخدرات ان انفاق دولار واحد للوقاية من المخدرات يوفر مالا يقل عن عشرة دولارات من التكاليف الصحية والاجتماعية والجريمة في المستقبل. واضاف ان المعايير الدولية العالمية والتي أطلقت في شهر مارس الماضي في فيينا ستوجه دول العالم نحو بتطوير البرامج والقوانين والأنظمة والتي تعتبر استثمارا فعالا حقيقيا لمستقبل الأطفال والشباب والأسر والمجتمعات. ووصف الدكتور جيلبيرتوجيرا رئيس فرع الصحة والوقاية من المخدرات في مكتب الاممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الكوكايين من اكثر المخدرات الاكثر استخداما في العالم، وقال ان العلاج الدوائي لإدمان الكوكايين واحدا من التحديات السريرية الأكثر أهمية. وأكد المشاركون على ان المخدرات في ازدياد كبير واصبحت مشكلة مقلقة لاقتصاديات الدول وسببا في ادخال عدد من مرضى ادمان المخدرات للمصحات العلاجية في بلدان العالم. وذكرت ارقام مخيفة امس عندما نشرت دراسة امريكية ان تكلفة مشكلة المخدرات في امريكا في احد الاعوام بلغ 180 مليون دولار ان احد اسباب ازدياد المشكلة يعود الى زيادة دول الانتاج وزيادة المساحات الزراعية في دول الانتاج والمصانع السرية في بعض الدول وسهولة الاتصال والتنقل مع انتشار وسائل التقنية. ونوه المشاركون امس في مداخلاتهم بجهود المملكة في محاربة المخدرات والتصدي لها من خلال عقد هذه الندوة الدولية بحضور ومشاركة 31 دولة ومنظمة ومشاركتها في حشد الجهود الدولية المشتركة لبرامج ومشاريع تكون ناجعة في القضاء على افة المخدرات، والاستفادة من احدث التجارب الدولية سواء من النواحي الامنية او الوقائية او العلاجية او التاهيلية. جانب من الحضور وشدد المشاركون في مداخلاتهم على اهمية تبادل المعلومات بين الدول خاصة وان المهربين يستخدمون دول عبور عدة حتى الوصول الى اهدافهم، منوهين بالنجاح الكبير الذي حققته المملكة في هذا الاطار مع جمهورية تركيا الصديقة عندما تم تدمير اكبر مصنع في تركيا كان ينتج اكثر من 200 طن من مادة الكبتاجون. الى ذلك اعتبر اللواء د. سليمان الغزي رئيس اللجنة العلمية للندوة أن الندوة تعد امتدادا للدور السعودي الرائد في مجال العمل المشترك والتعاون الدولي خاصة في مجال تبادل المعلومات موضحًا أنها غنية بموضوعات مهمة مثل التجارب الدولية في رصد مكافحة المخدرات، كما تلقى الضوء كذلك على أحدث البرامج الوقائية والعلاجية والتأهيلية ودورها في خفض الطلب على المخدرات والمؤثرات العقلية وكذلك الجهود الدولية في مراقبة السلائف والكيماويات كما تتناول دور الفضاء الإلكتروني والإعلام التفاعلي في انتشار المخدرات.