أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، أن المملكة تقف بكل اقتدار ضد الجريمة بكل أشكالها المختلفة وتساهم في كل جهد عربي وإقليمي ودولي في الحد من الجرائم بجميع أنواعها وفي مقدمتها جريمة الإرهاب وقرينتها المخدرات آفة هذا العصر والخطر المهدد لاستقرار المجتمع الانساني. وبين سموه لدى إطلاق الشبكة العالمية المعلوماتية للمخدرات التي تتحدث بأربع لغات وافتتاح الندوة الإقليمية الثانية لمكافحة المخدرات وتبادل المعلومات بالرياض، أهمية هذه الندوة مضموناً ومقصداً. وقال «إن مكافحة المخدرات تستوجب موقفاً دولياً حازماً ليس على الصعيد الرسمي فقط بل إن المجتمع مسؤول مسؤولية كاملة، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار، أن جريمة المخدرات تهدد حياة الجميع فلا تقف عند حد التعاطي أو الترويج بل تعاضد الفكر الضال والمنحرف والفعل الارهابي، وتوفر له وسائل التمويل لمن يكون ضحية له دون التمييز بين معتقد أو مجتمع وآخر» وأضاف سموه أن انعقاد هذه الندوة المهمة في المملكة وهذا الحضور والمشاركة العربية والاقليمية والدولية تأكيد على الإصرار للتصدي لهذه الآفة وذلك بدعم وتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني والتعامل مع مروجيها ومتعاطيها ليس بالضبط فقط بل بالاستخدام الأمثل للعلم والخبرات والتنسيق مع دول العالم، فالكل معني بدرء هذه الآفة. من جانبه وصف الدكتور عثمان المحرج مدير عام مكافحة المخدرات المشرف العام على الندوة، تجار المخدرات ب«أباطرة الموت»، مؤكداً أن المخدرات تعد اليوم عقبة كبيرة أمام التنمية المستدامة لما تحمله من آثار وخيمة على الصحة والأمن والحياة الاجتماعية، ما يتحتم معه الارتقاء بالتعاون الثنائي والدولي والوقوف صفاً واحداً أمام أباطرة الموت لحماية الشعوب خاصة الشباب. وبين المحرج خلال الندوة التي يشارك في فعالياتها على مدى يومين أكثر من 26 دولة، أن المملكة انتقلت من مرحلة جودة العمل الأمني الى مرحلة الإبداع في مكافحة آفة المخدرات من خلال إكساب رجال الأمن للمهارات اللازمة ليتجاوزوا مرحلة الجودة في العمل الأمني الى مرحلة الإبداع ودفع مجالات التعاون الدولي لتبادل المعلومات والخبرات والاستفادة من تجارب الدول في كافة المجالات الأمنية،. وكرم الأمير محمد بن نايف «عكاظ» واستلم درع التكريم نائب رئيس التحرير محمد المختار الفال، كما كرم سموه الجهات المشاركة. وتستمر الندوة يومين بمشاركة 26 دولة و(5) منظمات دولية، تستعرض من خلال جلساتها الستة 23 ورقة عمل، وتناقش جلسات اليوم التجارب الدولية في رصد مكافحة المخدرات، وتستعرض التجربة السعودية التي تعد مثالاً يحتذى في مكافحة المخدرات سواء من الناحية المعلوماتية أو الاستباقية أو الوقائية، وتلقي الضوء كذلك على أحدث البرامج الوقائية والعلاجية والتأهيلية ودورها في خفض الطلب على المخدرات والمؤثرات العقلية، وكذلك الجهود الدولية في مراقبة السلائف والكيماويات والاحتواء المبكر ودور الأسرة في وقاية الأبناء. من جانبها حذرت الدكتورة منى الصواف مكتب الأممالمتحدة من أن هناك ارتفاعا في تعاطي النساء للمخدرات وقالت «لاحظت من خبرتي حتى في الواقع الطبي في الميدان هناك نسبة أكبر بين النساء، والمؤلم أن المرأة تحتاج لوقت أقصر لكي تدمن، والأعراض السلبية الناتجة عن الإدمان على المرأة أخطر من الرجل لعدة أسباب أولها الحمل فالأم المدمنة التي تتعاطى الكحول يكون أطفالها مشوهين خلقياً». من جانبها بينت نورا رئيسة منظمة نايدا في أمريكا، المتخصصة في الأبحاث الجديدة في الإدمان أنها سعيدة بمشاركتها في الندوة ومتحمسة لانتظار توصياتها، مشيرة إلى أن للمملكة دورا كبيرا ونشيطا جدا في هذا المجال، وقالت «لدينا تعاون مع المملكة في التدريب على العلاج للمخدرات للأشخاص المعنيين لكن لفت انتباهي أن أساليب الوقاية في المملكة متطورة أكثر عما لدينا».