«ماذا يمكننا أن نفعل في عقل هوليوود»، تحت هذا العنوان كتب «جون ليو» موضوعاً غاضباً على موقع ياهو عن موجة الأفلام الجديدة في هوليوود والتي سيطرت الأحداث السياسية العالمية على جزء كبير من محتواها، ولكن ليس بالشكل الذي كان يتوقعه ويطمح إليه. فقد استغرب الكاتب أن تعبر هوليوود عن غضبها على سياسة الرئيس الأمريكي بالذات وعلى ما يجري في العراق من خلال أفلامها، ولكنها لم تظهر أي تفاعل مع 11/9 أو تنظيم القاعدة أو طالبان أو التفجيرات التي تحدث بسبب المتشددين والإرهابيين - على حد قوله-. واشتكى ليو أيضاً من عدد من المخرجين الذين تغيرت توجهاتهم مثل جورج لوكاس صاحب سلسلة أفلام الخيال العلمي حرب النجوم»، فقد لاحظ ادخال توجه معارض للسياسة الأمريكية في آخر ثلاث حلقات من السلسلة من خلال إرسال رسائل غير مباشرة. كما وصف فيلم «ملكوت السماء» أو Kingdom of heaven الذي كان عن صلاح الدين والحروب الصليبية، وصفه بأنه مثير للسخرية والضحك لأنه - على ما يبدو - لم يقدم أي إهانة للمسلمين بل أظهرهم بشكل إيجابي، مما زاد من حنق الكاتب وحقده على هوليوود. وختم مقاله بالإعراب عن أسفه على العقول المخططة لأفلام هوليوود، فعندما قررت أن تنتج أفلاماً عن الأحداث الإرهابية مؤخراً، انتقت المخرج وكاتب السيناريو المعروف «أوليفر ستون» والذي برر هجمات 11/9 وقال بأنها حركة تمرد على الست شركات التي تحكم العالم، وهو أيضاَ يتفاعل مع القضية الفلسطينية ويرى أوجه الشبه بين الفلسطينيين، وبين الشعوب التي تعرضت للاحتلال وقيام الثورة في كل من فرنسا وروسيا. ويؤكد جون ليو بأن أوليفر ستون سيركز في أفلامه القادمة على إظهار الأمريكيين بأنهم هم الأبطال - كنهاية طبيعية لأي فيلم هوليوودي - بينما يهمل اظهار الإرهابيين بشكل سيئ. لا أدري ما الذي يرمي إليه الكاتب بالضبط من خلال مقالته، هل هو طلب إلى هوليوود بزيادة جرعات الأفلام التي تهين المسلمين؟ أو الإرهابيين؟ أم الاثنين معاً؟ أم يريد من هوليوود أن تكف عن انتقاد السياسة الأمريكية لتحسن صورتها أمام العالم؟ وفي كل الأحوال، فإن قراءة هذا المقال أعطى دلالات بأن عقول هوليوود المدبرة بدأت تعمل بشكل منطقي - نوعاً ما! فنحن لدينا تاريخ أسود مع أفلامها منذ الثمانينات، وصورتنا لم تكن مشرقة. ولكن إذا بدأ هذا التوجه العنصري يتغير منذ 2001م، فلابد أن يكون هناك سبب ظاهر للعيان نحو هذا التغيير أجبرها على اقناع المشاهد بما تعرضه، دون أن تثير أحقاده. [email protected]